وكان عالمًا محققًا، وحبرًا مدققًا، غوّاصًا على المسائل كثير التبحر، مملوءًا معارف وفنونًا، وقد حظي من التخصيص والتنعيم بما قصر عنه غيره، وتقدم على كل من عاصره من الكبار، وبلغت شهرته الآفاق، ورزق الأبناء، الذين هم غرر جباه المعلومات، وأكاليل تاج المكرمات والسعادات، وهم السيّد عبد الرحمن الماضي ذكره، والباقي على مدى الأزمان حمده وشكره، والسيد عبد الكريم، والسيد إبراهيم الباقيان، كالفرقدين النيرين، والساميان فِى الإنارة على نور القمرين، أحياهما الله تعالى الحياة الطيبة، وروى الآمال بسحائب مواهبهم الصيبة.
وقد ولد بـ "دمشق"، وربى في حجر والده، وقرأ القرآن العظيم على الشيخ المعمر الصالح أبي بكر السليمي الحنفي، وجوده عليه، ثم على الشيخ عبد الباقي الحنبلي، وقرأ عليه لأهل سما إفرادًا وجمعًا من طريق الشاطبية، والتيسير إلى أواسط سورة البقرة، وأحضره والده إلى الفقيه المسند المعمر الشمس محمد بن منصور بن محب الدين الحنفي، وأجازه بما يجوز له روايته، وحضر مجلس الشمس الميداني في "صحيح البخاري" تحت قبة النسر من جامع الأموي في "دمشق" في ثلاثة أشهر، رجب، وشعبان، ورمضان، فسمع عليه بعض "الصحيح"، وأجازه بسائره، وما يجوز له روايته في آخرين، وقرأ على المسند المعمر الشهاب أحمد بن محمد الفرغاني البقاعي قطعة من "صحيح البخاري"، وقطعة من "صحيح مسلم"، وقطعة من "الأربعين النووية" وأجازه بسائرهن، وبما يجوز له روايته.
وجدَّ في طلب العلوم على جماعة من العلماء، منهم: السيّد أحمد بن علي الصفوري، وسمع بقراءته بعض "صحيح البخاري" على النجم الغزي، ومنهم: الشيخ محمد بن علي الحرفوشي العاملي الحريري، والشيخ إبراهيم القبردي، وسمع عليه بعض "صحيح البخاري"، والشيخ عبد اللطيف الجالقي،