للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روايته، وأنشد حين ابتهج بمشارق أنوار "طابه"، وألم بمزار من فضل الله تعالى على كافة الخليقة ترابه هذه الأبيات:

حياك يا طيبة الغراء مبتكرا … من الحياء جزيل النفع منسكب

فلى بأفقك بدر كامل أبدا … في حبه مهجتي والروح أحتسب

به اعتصامي إذا ما شفني ألم … به أغاث إذا حلت بي الكرب

به غنيت عن الدنيا وزخرفها … به توطد لي الأكناف والرتب

به فتيت جوى يا حبذا تلفي … والحب مقترب والوصل مرتقب

عليه أزكي تحيات معطرة … من نشره إذ إليه العرف ينتسب

ما اخضر عيش محبيه بروضته … وقام فيها على الأقدام منتحب

وقال أيضًا ممتدحًا باب السَّلام على داخله السلام:

حبذا باب السلام إذا … عاينته مقلة البادي

فيه لي نشأة نشأت … كأنما نوديت للنادي

ولما ورد لـ "دمشق" سنة اثنتين وخمسين وألف المولى الشمهاب أحمد الخفاجي، وقد وافق قدومه ورود الورد كتب لخدمته:

إذا حل مجد في ديار تزينت … بأحسن ما تولى الرياض وما تبدى

وحيث اغتدى المولى الشهاب بجلق … فلا غرو أن تزهو بها بهجة الورد

وتكرر سفره إلى دار السلطنة، ولازم على عادتهم، ودرس، ومدح مشايخ الإسلام وصدور الدولة بقصائد فائقة، فمن ذلك ما مدح به قاضي العساكر الرومية المولى أحمد الشهير بالمعيد:

أبي القلب أن يقوى على النار والصد … وغصن الصبا غض يميل إلى الود

وما كل تبريح يطاق احتماله … ولا كل من تهوى تجنيه لا يردى

وبي مائل في مهجتي لا اعتياض لي … بذات وشاح عن لقاه ولا برد

خميل الدمى عذب اللمى مونق الحمى … ظريف السمى غض النما مائس القد

<<  <  ج: ص:  >  >>