بن عبد المجيد ابن إسماعيل بن الحاكم المروزي الحنفي الوزير الحاكم الشهيد، عالم "مرو"، وإمام أصحاب أبي حنيفة في عصره، وكد خدا صاحب "خراسان"، وقد كان لما قلد قضاء "بخارى" يختلف إلى الأمير الحميد، ويدرسه الفقه، فلما صار إلى الوزارة قلده أزمة الأمور كلها، وكان يمتنع من اسم الوزارة، سمع بـ "مرو" على محمد بن عصام بن سهيل، ومحمد بن حمدويه، وبـ "الري" إبراهيم بن يوسف، وبـ "بغداد" الهيثم بن خلف، وبـ "الكوفة" على أبي العباس البجلي، وبـ "مكة" المفضل بن محمد، وبـ "مصر" أحمد بن سليمان المصري، و"بخارى" محمد بن سعيد النوحاباذي وطبقاتهم، وكان يدعو في أعقاب صلواته يقول: اللّهم ارزقني الشهادة إلى أن سمع عشية الليلة التي قتل من غدها جلبة، وصوت السلاح، فقال: ما هذا؟ فقالوا: أهل العسكر قد اجتمعوا، يلزمونك الذنب فيما حيل من أرزاقهم عنهم، فقال: اللهم غفرا، ثم دعا بالحلاق، فحلق رأسه، واغتسلّ، ولبس أحسن الكفن، ولم يزل طول الليل يصلي إلى أن أصبح، وقد اجتمعوا عليه، وبعث السلطان إليهم عسكرا يمنعهم، فقاتلواهم، وقتلوه، وهو ساجد في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وكان يحفظ ستين ألفا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصانيفه تدل على كمال فضله، كـ "الكافي"، و"المنتقى"، انتهى ملخصا. وذكر السمعاني والقاري وغيرهما أن أبا عبد الله الحاكم الحافظ صاحب "المستدرك" قد تلمّذ عليه، وأخذ عنه.