فضائل الآداب، وملكت معاقل الألباب، تعرب عن بلاغة منشيها، وتبلغ الأنفس من أمانيها، فلا زالت الأعين من لقائها مبتهجة، والألسن بحسن ثنائها ملتهجة، وأمدّه الله تعالى بسعد، لا انقطاع لحبله، وأيده بمحد، لا انصداع لشمله، لا برح يرتع في رياض الفضائل، ويطبق من أصول دلائله المسائل على الدلائل. انتهى.
وكانت وفاته في سنة أربع وخمسين وألف، وجاء تاريخ وفاته "زفت لنجم الدين حور الجنان"، والحلفاوي بفتح الحاء المهملة وسكون اللام، ثم فاء بعدها ألف مقصورة، قال ابن الحنبلي في ترجمة العفيف محمد بن أبي النمر أخبرني: إنما قيل لأجداده بنو حلفاء، لما أنه كان لهم أب ولد في طريق الحجز بجوار أرض، كانت تنبت الحلفاء، ولم يكن له مهد يوضع فيه، فكانت أمه تأخذ شيئًا من ورق الحلفاء، وتضعه تحت ولدها إلى أن فارقت تلك الأراضي، فكني بأبى حلفاء.
قال: فنحن بنو أبي حلفاء، إلا أنه اختصر، فقيل بنو حلفاء بحذف مضاف، قال: وكان أمر أن يكتب في نسبه الأنصاري في آخر وقته، لما بلغه أن أباءه كان من ذرية حباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري الخزرجي، وهو الذي ذكر ابن دريد في ترجمته في "كتاب الإسعاف" أنه شهد بدرا، قال: وهو ذو الرأي، سمي لمشورته يوم بدر ذا الرأي.
قال الشيخ عمر رضا كحالة: من تآليفه: "شرح ملتقى الأبحر" في فروع الفقه الحنفي، و "شرح الطريقة المحمدية" للبركوي في الوعظ، و "عناية العناية" في الكلام، و "شرح الآداب الشرعية لمصالح الرعية" لابن مفلح.