أقف على وفاته، وانتفع به شيخ الإسلام عبد الرحمن العمادي، وتزوج بوالدة العمادى آخرا، وحصل له ثقل في سمعه آخر عمره.
وكان منقطعا في بيته، يتلو كلام الله تعالى، وألف، ومن تآليفه:"شرح على الهداية" على ما سمعت، وما رأيته، ورأيت له من شعره هذين البيتين منسوبين إليه، فأثبتهما له، وهما:
يا قارئًا خطا لمن يجد … حظًا مدى الأيام من دهره
عساك أن تدعو بغفران ما … جنى من الآثام في عمره
وكان يغلب عليه التغفل والصلاح، قال النجم الغزي: ميلاد في سنة إحدى وثلاثين وتسعائة، كما نقلته من خط المحيوي الشيخ عبد القادر النعيمي، وتوفي سنة ثلاثين بعد الألف.
قلت: فيكون بلغ من العمر مائة سنة، وقال الشهاب العمادي في تاريخ وفاته:
مات المحبي شيخي … وكان نعم المحب
بدر الفضائل لما … هوى تخلف شهب
وأشرف شمس علم … منه لها القبر غرب
سلطان فضل حمته … كتائب هن كتب
قطب الوجود تسامى … فيه صلاح وجذب
فقلت يا صاح أرخ … بالشام قد مات قطب
قلت: وبيت محب الدين هؤلاء غير بيتنا بـ"دمشق" وهم أقدم منا فيها، ويقال لهم بيت ناظر الجيش، لأن جدهم الأعلى القاضي محب الدين، كان ناظر الجيش أيام السلطان الغوري. وأما جد صاحب الترجة إبراهيم المذكور فكان بسبب موته الفتنة المشهورة بـ "دمشق"، وأخذ العلماء منها إلى "مصر" تحت الترسيم، وذلك أنه مات، وله ثلاث وثلاثون سنة، وكان أبوه بـ"مصر" عند الأشرف الغوري، فلما دفن بنيت عليه قبة في ملاصقة قبة