للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العمرىِ الدهلوي، أحد العلماء المبرِّزين في التصوّف*

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: وُلِدَ، ونشأ بدار الملك "دهلي"، وقرأ العلم على الحافظ بصير، وعلى خواجه عبد الله بن عبد الباقى النقشبندي الدهلوي، ثم سلك مناهج الانزواء، والتجريد، والتوكّل، والعمل بالكتاب والسنّة، واستفاض من روحانية الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني، وغيره من المشايخ فيوضا كثيرة.

وكان قويّ العلم، فصيح اللسان، عظيم الورع، واسع المعرفة، صبيح الوجه، طويل القامة، أبيض اللون، خفيف اللحية، ليّن الكلام، يذكر كلّ أسبوع يوم الجمعة، ويدرّس في العلوم كلّها إلى أن كبرتْ سنّه، فترك الاشتغال المفرط بذلك، واقتصر على تدريس "مضكاة المصابيح"، و"تفسير البيضاوي".

وكان صاحب مقامات عليّة، وكرامات جليّة، ومعارف خاصّة، ومواجيد صادقة، يستغرق دائما في بحار التوحيد، ويقتفي آثار الشيخ محي الدين بن عربي، وعين القضاة الهمداني، وحسين بن منصور الحلّاج، وغيرهم في مسألة وحدة الوجود.

كانتْ بينه وبين الشيخ عبد الأحد بن محمد سعيد السرهندي مطارحات (١)، تفعم (٢) بها بطون الصفحات، قد أورد الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي شطرا من ذلك في الجزء الثاني من "أنفاس العارفين"، وكان الشيخ ولي الله المذكور ابن أخيه.


* راجع: نزهة الخواطر ٦: ١٢.
(١) طارحه: الحديث ونحوه أي حاضره، وبادله.
(٢) من أفعم الإناء أي ملأه، وأتم ملأه.

<<  <  ج: ص:  >  >>