والأعيان، ويتردد إليهم، والجميع يستلذون بمصاحبته وعشرته، وهو مشهور بالنكات والأجوبة، وله شعر لطيف منه قوله في عذار:
ألا بروحي غزال أنس … له فؤاد الشجي كناس
بدر بوجه بدا كبدر … علاه من عنير نواس
زها بخد حكته شمس … وعنبر السالفين كاس
فحين أضحى به ثمولي … وصار في عقلي اختلاس
أشار نحوي وقال قولًا … صغى له الفكر والحواس
بما تؤرخه يانديمي … فقلت ورد عليه آس
وقوله:
نظر الحب لي فسألت دموعي … من غرامي به ونيران فقدي
ما هو الدمع إنما نصل سهم … منه قد ذاب في حرارة وجدي
ومن ذلك قول المولى خليل الصديقي:
مذ أقصد الحب قلبي … بسهم تلك الجفون
أذابه الشوق حتى … ألقته دمعا عيوني
وقال الشيخ سعدي العمري:
رنا فأودع قلبي … سهم الآسى والمنون
فذاب من حر شوقي … فقطرته جفوني
ومن شعر المترجم في المجون ما كتبه لبعض أحبابه مهنئًا له بزفاف، وهو قوله:
قيمت لك الأفراح في كانون … إذ كنت بالأسخان كالكانون
أوصيك عبد المحسن التقوى فلا … تأتي إليها من ورا الطاحون
قد كنت ترغب بالحرام وطالما … جئت البيوت بأظهر وبطون
أصبحت ترغب في الحلال تكلفًا … ورجعت منه بصفقة المغبون