ذكره الإمام محمد أمين المحبي الحنفي في كتابة القيم "خلاصة الأثر"، وقال: هو البارع في أهل زمانه، مفتي مذهب النعمان بـ"القاهرة "، والمبدي من تحريراته التحقيقات الباهرة.
فاق في الفضائل جميعها، وبهر في تأصيل المسائل وتفريعها، وتكلم في المجالس، وأظهر من درر بحره النفائس، وجمع، وألف، كتب، وأفاد، وأرسل فتاويه طائرة بأجنحة ورقها إلى سائر البلاد، ولازم شيوخ الحنفية من المصريين، كالشيخ الإمام زين بن نجيم، وأخيه الشيخ عمر، وشيخ الفقهاء في وقته الشيخ علي بن غانم المقدسي، وغيرهم، وأجازوه.
وتصدّر للتدريس، ونفع الناس، وذكره الخفاجي، فقال في حقه: مقدم نتائج الفضل وغيره التالي، ومشيّد بنيان المكارم بطبعه العالي، ذو وقار، تزول عنده الراسيات الشوامخ بمحكم فضلا، لا يرد على آياته البينات ناسخ، إن خط فما خط الربيع والعذار، أو تكلم فما مطرب الأوتار والأطيار، ورد "الروم "، وأنابها كراء واصل أو حرف علة أوهمزة واصل، وشوقى إلى الكرام، كما قال أبو تمام:
واجد بالخليل من ربحا الشوق … وجدان غيره بالحبيب
ثم أورد له أبياتًا، راجعه بها عن أبيات، أرسلها إليه، مطلعها هذا:
أيا روض مجد منبتًا زهر الحمد … ومن ذكره أذكى من العنبر الورد
وأبيات الدمياطي على صاحب الترجمة هذه:
أفائق أهل العصر في كل ما يبدي … وأوحد هذا العصر في الحل والعقد
ومن فاق سحبانًا وقسًا فصاحة … ؤمن نظمه المشهور بالجوهر الفرد
نظمت قريضًا في حلاوة لفظه … وفي الصوغ أزرى بالنباتي والورد
وضمنته معنى بديعًا فمن يرم … لأدرك شيء منه يخطئ في القصد
ملكت أساليب الكلام بأسرها … فأنت بإرشاد إلى طرقها تهدي
لقد كنت في مصر خلاصة أهلها … وفي الروم قد أصبحت جوهرة العقد