ولي في هذه الأيام الإمامة والخطابة في شاهي مسجد (المسجد الملكي) في "لالباغ"، وأنشأ هنا كتّابا دينيا، صار فيما بعد مدرسة كبيرة، وعرفت باسم الجامعة القرآنية في طول البلاد وعرضها، قد قامت له العلاقة الإصلاحية والروحانية بحكيم الأمة الشيخ أشرف على التهانوي في أيام التحصيل بمظاهر العلوم، وتيسَّر له ذات مرة الإقامة لديه لخمسة أشهر متتالية، كما حضر له إلى "تهانه بهون" قبل وفاته باثني عشر يومًا، حتى شارك في كفنه ودفنه.
يقول الشيخ صاحب الترحمة يذكر في إصلاح أمراضه الروحانية والباطنية كيفيات شيخه المزيجة بروعه وعطفه وكرمه: ما زلت كنت أخاف زمن الإقامة في الزاوية عن أن يطردني ويأمر عليّ بالإخراج عنها، لكن هو شخصية عظيمة وصورة للرأفة والرحمة والشفقة، فإن زجرني ونهرني في وقت، فنصح لي بالخير، وعطف عليَّ غاية العطف والمحبة في وقت آخر، فكان بجانب تلقين الأذكار الخاصّة قد عالج، ولا يزال العلل القلبية لا سيّما الكبر والثقة بالرأي لمدّة طويلة، وكان العلاج أنني أطلع الناس على ما في نفسي من الكبر والعظمة والخيلاء، وأطلب منهم أن يتضرّعوا إلى الله أن يشفيني عن هذه العلة الهالكة فور أن قضيت كلّ من الصلوات، وذلك على ما أمرني به الشيخ أشرف على التهانوي، فذات يوم قال لي بين أيدي الناس: الحمد لله، قد ذهب كبرك الذي فيك.
يفيد الحافظ السيّد محمد أكبر شاه البخاري صاحب كتاب "تذكرة أولياء ديوبند"، يحكي عن الشيخ إظهار الإسلام في خدمات صاحب الترجمة الدينية والعلمية والملية:
إنه بوصفه أستاذ الحديث والفقه بمدرسة أشرف العلوم والجامعة القرآنية في "لالباغ" قد نفع آلافا من طلاب الحديث النبوي بفيضه العلمي