ثم دخل "لكنو" سنة ثلاث وسبعين، ولازم المفتي واجد على ابن إبراهيم الحنفي البنارسي، وقرأ عليه "الزواهد"، و "شرح السلَّم" للقاضي، و "الشمس البازغة"، و "إلهيات الشفاء"، وغيرها.
ثم سافر إلى "متهرا"، وقرأ على الحكيم نور الحسن السهسواني، ثم دخل "دهلي"، وأخذ الحديث عن السيّد المحدّث نذير حسين الحسيني الدهلوي.
ثم لازم الدرس والإفادة، فدرّس سنة كاملة ببلدة "سلهت" بكسر السين المهملة، آخرها تاء عجمية، وهي بلدة مشهورة من "آسام"، ودرّس سنة كاملة ببلدة "سهسرام"، وخمس عشرة سنة ببلدة "أكبر آباد"، وثلاثين سنة ببلدة "بوبال"، وبعد ذلك إلى سنة ست وعشرين وثلاثماثة وألف ببلدة "دهلي".
وكان من كبار العلماء، ورعا، صالحا، تقيا، نقيا، مفرط الذكاء، جيّد القريحة.
له مهارة تامة في أصول الفقه، ولي التدريس في "بوبال" أول قدومه بها، ثم ولي نظارة المدارس كلّها، وكان السيّد صديق حسن القنوجي يحترمه غاية الاحترام، وهو قرأ بها على شيخنا حسين بن محسن الأنصاري اليماني، وسافر إلى "مكة المباركة"، فحجّ، وأخذ بـ "مكة" عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن السهارنبوري، والشيخ أحمد بن عيسى الشرقي.
وله مصنَّفات، منها:"صيانة الإنسان في الرد على الشيخ أحمد بن زين دحلان"، و "القول المحكم"، و "القول المنصور"، و "السعي المشكور"، ثلاثتها في شدّ الرحل لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، و "السيف المسلول"، و "البرهان العجاب" في فرضية أم الكتاب، ورسالة في تحقيق الربا، ورسالة في الرد على القادياني، ورسالة في إثبات البيعة المروَّجة، ورسالة في جواز الأضحية إلى آخر ذي الحجَّة.