وكان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قويّ الحافظة، لم يكن يحفظ شيئًا فينساه، فمهر في الفضائل، وتأهّل للفتوى والتدريس، وله ثلاث عشرة سنة.
ثم تقرّب إلى شاهجهان، فولّاه تحرير السوانح بـ "كابل" في رمضان سنة أربع وستين وألف، فاستقلّ به مدّة طويلة.
ثم ولَّا عالمغير الاحتساب في بعسكره، وذلك في سنة سبع وسبعين وألف، فأقام بـ "أكبر آباد"، ودرّس، وأفاد بها مدّة.
ثم استقال، فولي الصدارة بـ "كابل"، فسار إليها، وصرف عمره في الدرس والإفادة.
له مصنّفات متداولة، وغير متداولة، كحاشيته على "شرح المواقف"، وحاشيته على "شرح التهذيب" للدوّاني، وحاشيته على "الرسالة القطبية" في مبحث التصوّر، والتصديق، وهذه الثلاثة متداولة في المدارس، وله حاشية على "شرح التجريد"، وحاشية على "شرح الهيكل".
ومن فوائده ما قال في مبحث الوجود: والتحقيق أن الوجود بالمعنى المصدري أمر اعبتاري متحقّق في نفس الأمر، وبمعنى ما به الموجودية موجود بنفسه، بل واجب لذاته، وذلك لأن معنى كون الشيء اعتباريا متحقّقا في نفس الأمر إن يكن موصوفه بحيث يصحّ انتزاعه عنها، فههنا ثلاثة أمور: الأول المنتزع عنه، وهو الماهية من حيث هي هي، والثاني المنتزع، وهو الوجود بالمعنى المصدري، والثالث منشأ الانتزاع، وهو الوجود بمعني ما به الموجودية، وهو الوجود القائم بنفسه الواجب لذاته، لأنه ليس قائما بالماهية لا على وجه الانضمام، وإلا يلزم تأخّره عن وجود الموصوف، ولا على وجه الانتزاع، وإلا يلزم حين انتزاع الوجود المصدري انتزاع آخر، بل انتزاعات غير متناهية.