للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصدّيقي، البرونوي، الجونبوري *

ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار العُلماء.

قرأ بعض الكتب الدرسيّة على والده، وأكثرها على العلامة محمود بن محمد العمري الجونبوري.

وجدّ في البحث والاشتغال، حتى برع في العلم، وتأهّل للفتوى والتدريس، فولي الإفتاء مكان أبيه المرحوم.

وكان ورعا، تقيّا، قنوعا، عفيفا، ديّنا، شديد التعبّد، كثير الدرس والإفادة. لا يراه أحد إلا في المدرسة أو في المسجد، عرض عليه تلميذ والده ركن الدين البحري آبادي شالا كشميريا هدية جاء إلى بلدته بعد مدّة من الزمان، وكان من ندماء شائسته خان، فلم يقبل هديته، وقال: من دلق را بأطلس شاهان نمي خرم.

وحيث كان تقواه في غاية كان لا يأتم في الصلاة بشيخه محمود، لتوغّله في الفلسفة ومختاراته فيها.

وحكي أن نواب الله وردي خان أمير بلدته أمره مرة أن يثبت خاتمه على سجل مشتمل على أمر غير مشروع، فلم يقبله، فاستصحبه الله وردي خان في سفينة، فلما بلغ إلى وسط النهر أكرهه على ذلك، فدفع إليه خاتمه مكرها، فأراد الأمير أن يثبته على السجل المذكور، وجدّ في إثباته، ولكنه لم يؤثر فيه، فخجل الأمير، واعترف بورعه وتقواه.

توفي إلى رحمة الله سبحانه في رابع ذي الحجة، سنة ثمان وستين وألف، وقبره مشهور في "جونبور"، كما في "كنج أرشدي".

* * *


* راجع: نزهة الخواطر ٥: ٤٠٧، ٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>