للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذعره الذهبي في "تاريخ"، فقال: كان نبيلًا، وقورًا، فاضلًا، كثير المحاسن والبر، وما أظنّه روى شيئًا من الحديث. انتهى.

ولما كان شهر رجب سنة سبعمائة طلب بطرك النصارى، وربَّان اليهود، وجمع القضاة والعلماء، وفوّض إليه أخذ العهد عليهم وتجديده، فجددوه، وكان من جملة ما شرط عليهم، أن لا يركب أحدًا منهم فرسًا، ولا بغلة؛ وأن لا تلبس النصارى العمائم الزرق، واليهود العمائم الصفر، فالتزموا بذلك، واستمرّ.

ويقال: إنه كان له دفتر، يكتب فيه ما يستدينه، فأوصى عند موته أن يعتمد ما فيه، فجاء شخص، فذكر أن له عنده مائتي درهم، فلم يجدوها في الدفتر، فرآه شخص من أصدقائه في منامه، فقال له: إن الرجل صادق، وإنها في الدفتر بقلم دقيق. فانتبه الرجل، فوجد الأمر كما قال.

ويقال إنه حجّ، فسأل الله حاجة، ولم يذكر ذلك لأحد، فجاء شخص بعد مدّة، فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلّم - في النوم، فأمرني أن أقول لك: أعطني جميع ما عندك، والأمَارة الحاجة التي سألتها بـ"مكة".

فقال: نعم. وأخرج ما عنده، وهو مائة دينار وألف درهم. وقال: لو كان عندي أكثر من هذا لدفعتُه لك؛ فإن الأمارة صحيحة.

والله تعالى أعلم.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية": أرّخ وفاته كذلك علي القارئ، وقال في وصفه: كان أحد الفضلاء الأذكياء. وتآليفه دالة على ذلك. وقال أيضا: قد وضع كتابا على "الهداية"، سماه "الغاية"، ولم يكمله. وبلغني أنه بلغ فيه إلى الأيمان في ستّ مجلّدات، أيّد فيه بالدلائل

<<  <  ج: ص:  >  >>