وبالجملة: فقد كان من الأدباء المفننين، وله شعر، ومن شعره قوله في الورد:
قد سألنا الورود حين نزلنا … روضها والزهور ضاع شذاها
فلماذا كتمتم العرف عنا … قبل نيل الشفاه منكم شفاها
فأجابوا لودّنا القرب منها … قد فرشنا الخدود ثم الجباها
وكتمنا العبير في الغصن شوقا … لتنال النفوس منكم مناها
وفي ذلك للشيخ سعدي العمري قوله:
وروض طوى عرف الأحبة غيرة … عليه فنمت بالزهور الشمائل
وما زال عني الورد يطوي حديثهم … إلى أن رمته بالأكف الأنامل
وقوله أيضًا:
صن سرّ من ولّاك بين الورى … دون الورى رعيًا لحق صديق
فالروض في الورد طوى عرفه … دون الأزاهير لأجل الشقيق
وفي ذلك قول الشيخ أحمد المنيني:
صن عرف فضلك عن صديق ناقص … كيلا يصير من الخجالة في وجل
فالورد بين الزهر أخفى عرفه … خوفًا على غصن الشقيق من الخجل
وفي ذلك قول المولى أحمد علي الرومي أحد الموالي الرومية
إظهار جهل المرء من … خل شقيق لا يليق
فاكتم كمالك إن عرا … في مجلس منه الصديق
فالورد يكتم عرفه … عن أن ينمّ به الشقيق
وفي ذلك أيضًا للشيخ محمد بن الأمير الدمشقي:
سألت من الورد الجني الغض عندما … رأيت زهور الروض تزهو على الرند
أعرفك هذا ضاع في الروض قال بل … أعرت زهور الروض بعض الذي عندي
وممن أنشد في ذلك الشيخ سعيد السمان فقال:
سألنا ورود الروض حين ورودنا … حماها لماذا النشر عنا طويتم