للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله شعر، أعدّه من هدايا الزمان، ولا أحسبه إلا من مفصلات الجمان والبهرمان، ومن شعره قوله:

إن الذين تقدّموا لم يتركوا … معنى به يتقدّم المتأخر

قد أنتجوا أبكار أفكار لهم … عقم المعاني مثلها متعذر

فإذا انصببنا من حبال تخيل … شركًا به معنى نصيد ونظفر

عصفت سموم هموم فكر قطعت … تلك الحبال وفرّ منها الخاطر

والدهر أخرس كل ذي لسن فلو … سحبان كلف منطقًا لا يقدر

والشعر في سوق البلاغة كاسد … فترى البليغ كجاهل لا يشعر

والفضل أقفر ربعه لكنه … بوجود مولانا الأمين معمر

علامة الدنيا وواحد دهره … وأجلّ أهل العصر قدرًا يذكر

ملك العلوم له جيوش بلاغة … وفصاحة فبهم يعز وينصر

تخذ الفهوم دعية منقادة … تأتيه طائعة بما هو يأمر

يقظ يكاد يحيط علمًا بالذي … تجري به الأقدار حين يقدّر

ما زال يملأ من لآليء لفظه … أصداف آذان لنا ويقرّر

تالله ما رشف الرضاب لراشف … من ثغر ذي شنب حكاه الجوهر

أحلى وأعذب من كؤوس حديثه … تملى وتشر بها العقول فتكسر

فاق الذين تقدّموه بسبقهم … وبه الأواخر تزدهي بل تفخر

بالسؤل يمنح قبل تسآل فإن … سبق السؤال عطاؤه يتعذر

لو أن أيسر جوده قدما سرى … في الكون لم يبق وحقك معسر

قد أبدع الرحمن صورة خلقه … ليرى جميل الصنع فيه المبصر

وجه كأن الشمس بعض بهائه … ما زال يحسده عليه النير

مولاي عجزي عن مديحك ظاهر … والعذر عن إدراك وصفك أظهر

من لي بأن أهديك نظمًا فاخرًا … أسمو به بين الأنام وأفخر

هبني أنظم كالعقود لآلئًا … أفديك هل يهدي لبحر جوهر

<<  <  ج: ص:  >  >>