للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قلّده المقتدر بالله، في سنة ستّ وتسعين، بعد فتنة ابن المعتزّ، القضاء بـ "مدينة المنصور"، "مدينة السلام"، و"طسوجى" (١) "قطربل"، و"مسكن" (٢)، و"أنبار"، و"هيت"، و"طريق الفرات".

ثم أضاف له إلى ذلك بعد سنتين القضاء بـ"كور الأهواز" مجموعة، لما مات قاضيها إذ ذاك محمد بن خلف، المعروف بوكيع، فما زال على هذه الأعمال، إلى أن صرف عنها، في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

وروى سِبْط ابن الجوزي في "مرآة الزمان" بسنده عن أبي الحسن علي بن محمد بن أبي جعفر بن البهلول، قال: طلبت السيّدة أم المقتدر من جدّي كتاب وقف بضيعة كانتْ ابتاعتها، وكان الكتاب في ديوان القضاء، وأرادتْ أخذه لتحرقَه، وتتملّك الوقف، ولم يعلم أحد بذلك، فحمله على الدار، وقال للقهرمانة: قد أحضرت الكتاب، فأين ترسم؟ فقالوا: نريد أن يكون عندنا.

فأحس بالأمر، فقال لأم موسى القهرمانة: تقولين لأم المقتدر السيّدة، اتقي الله هذا، والله ما لا سبيل إليه أبدًا، أنا خازن المسلمين على ديوان الحكم؛ فإن مكّنتموني من خزنه كما يجب، وإلا فاصرفوني، وتسلموا الديوان دفعة واحدة، فاعملوا فيه ما شئتم، وأما أن يفعل شئٌ من هذا على يدي فوالله لا كان ذلك أبدًا، ولو عرضت علي السيف.


(١) الطسوج: الناحية، وجاء في ذكر قطربل، أنها قرية بين "بغداد"
و"عكبرا"، وقيل: هي اسم لطسوج من طساسيج "بغداد"، أي كورة، فما كان من شرقي الصراة فهو بادرويا، وما كان من غربيها فهو قطربل.
(٢) مسكن: موضع قريب من أوانا، على نهر دجيل، عند دير الجاثليق.
انظر: معجم البلدان ٤: ٢٦٤، ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>