للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المطارحات والنكات والنوادر، ويستعذبون حركات المترجم ونوادره المضحكة، فمن ذلك ما كتبه إليه الأديب السيّد محمد الراعي هاجيًا له بقوله:

جرّت عليك من الشقاء ذيول … وعليك من برد العناء خمول

يا باذلا نقد المضرة للورى … ها أنت ذاك البارد المخبول

سدْت اللعين بمكره وخداعه … وعليك فعل الملحدين قليل

وأراك في نشر الرذالة لاهيًا … عبثًا بأعراض الأنام تجول

ومددت باع الشرّ منك لضيغم … يسطو عليك ببأسه ويصول

مس الكلاب محرّم في شرعه … لكن لخذلك يالكاع فعول

ما في الزمان مذمّة ومذلة … إلا وأنت بطينها مجبول

أقصر عناك فأنت في الدنيا قذى … لرجيع أحبار اليهود أكول

وعيوب نفسك لو تعدّ ألوفها … أهل الحساب لكان ذاك يطول

هذا ورب الدار يعلم ما بها … لكن لعمري بالسوى مشغول

يغضي عن الداء الدفين بجسمه … جهلًا به أو أنه المعقول

كلا بل الرجل البصير بعيبه … عن جلّ أرباب الحجى منقول

عهدي بك الأمسي فقاع الفلا … واليوم في كسب الملامة غول

شرّ عليك فعالك الذم الذي … يأباه شرّ الخلق يا مذهول

محصية تأتيك في يوم به … كل امرئ عما جنى مسئول

وبالجملة: فقد كان المترجم من محاسن "دمشق"، وكانت وفاته في سنة ثمانين ومائة وألف، ودفن بتربة الباب الصغير، رحمه الله تعالى.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>