وله غير ذلك من النظام والنثار، وفي شهر ربيع الثاني سنة اثنتين وستين ومائة توعك مزاجه بحمى مطبقة، وتمرض إلى ليلة الاثنين، ثامن عشر الشهر المرقوم، فتوفي بعد العشاء الآخرة بفكر صاح، وقلب غير لاه، ودفن بعد طول منازعة في تربة المجاورين، وقبره مشهور يزار، ويتبرك به، ورثاه ولده السيّد كمال الدين البكري بقوله:
هذا مقام القطب مفرد وقته … أصل الحقيقة فرعها الحدثاني
هو مصطفى البكرى سبط محمد … نجل الصديق الخلوتي الرباني
لا زال يسقى تربه من صيب … هطل يساق برحمة الرضوان
وبالجملة: فقد كان المترجم رحمه الله من أفراد العالم علمًا وزهدًا وورعًا وولاية، قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه، وتتابعت له الصلاة الغيبية في البلدان إلى تمام عامه برحمة المنان، ورثاه كل شعراء عصره، فرحمه الله تعالى، ونفعنا به آمين.