الصفّ النهائي فيها في شوال ١٤٠٣ هـ، وسعد بتلقّي الصحاح الستة وتخرّج في شعبان ١٤٠٤ هـ، وقرأ "الجامع الصحيح" للإمام البخاري، و"صحيح مسلم"، و"موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد" على الشيخ محمد يونس، و"سنن الترمذي"، و"الشمائل" على الشيخ المفتي مظفر حسين، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد عاقل، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ المفتي محمد يحيى، و"سنن النسائي"، و"ابن ماجه" على الشيخ المفتي عبد العزيز، وبعد أن أكمل العلوم مارس تجارة الأقمشة، فربحت تجارته، وأثمرت، غير أنها لم تنعش بدنه، ولم تنشط جسمه وقواه، لم تفرج قلبه وفؤاده، وبدأت نفسه تحزن وتأسي وتأبي عنها، حتى شعر أنه شيء أخذ يخرج من داخل نفسه، وينفصل، وينعدم.
لازم الشيخ المفتي مرتضى حسين من أشهر ثلاثة تلامذة الشيخ المفتي كفايت الله الدهلوي منذ عام ١٤٠٥ هـ لعام ١٣٩٨ هـ، يأخذ عنه أصول الإفتاء وآدابه، يقرأ، وينظر، ويطالع من شتى كتب الفقه، وفيما بعد ذلك ابتدأ بحياته التأليفية والكتابية برعاية الشيخ عبد الحفيظ الرحماني، أستاذ أكاديمية شيخ الهند بدار العلوم ديوبند، كما نال شهادة المدرسة الثانوية عام ١٤٠٦ هـ، وشهادة العالم من هيئة إله آباد عام ١٣٩٧ هـ، وشهادة الأديب الماهر ١٤٠٨ هـ، وشهادة الأديب الكامل ١٤٠٩ هـ.
وتدرّب في الكلية الشرعية التابعة للجامعة القاسمية شاهي مراد آباد في ربيع الأول ١٤١٠ هـ تحت إشراف الشيخ الشاه عون القادري، ونال الشهادة، ولكن هذه الامتحانات والتدريبات لم ينشغل وجهه بها إلا ليكثر معلوماته، ويزيد محفوظاته، ويزيل قله بضاعته، وما بذل وما صرف مجهوداته قط بخلال هذه الشهادات لنيل منصب أو وظيفة، ولم تسمح له حميته بالانحراف عن طريق السلف السوي، وبالانصراف عن موقفهم السديد، وإنما أحب لنفسه خدمة الدين بالدرس والإفادة في المدرسة الدينية.