ولازم أباه، وأخذ عنه الطريقة، وحفظ القرآن في ثلاثة أشهر، وحاله في تحصيل نسبة والده كحال صدر الشريعة صاحب "شرح الوقاية"، حيث كان يحفظ ما يؤلفه جدّه بلا تأخير، ولذلك بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب والده، فبشَّره والده بمقامات عالية من القيّومية وغيرها.
ولما توفي أبوه جلس على مسند الإرشاد، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج، وزار، وأقام بـ "المدينة المنوَّرة" زمانا صالحا، ثم رجع إلى "الهند"، وصرف عمره في الدرس والإفادة.
وكان أكثر أشغاله تدريسا بـ "تفسير البيضاوي"، و"المشكاة"، و"الهداية"، و"العضدي"، و"التلويح".
قال الشيخ مراد بن عبد الله القزاني في "ذيل الرشحات": إنه كان آية من آيات الله مثل والده الماجد، قد نوَّر العالم، وبدَّد ظلمات الجهل والبدع بيمن توجّهاته العلية وأحواله السنية، وصار ألوف من الرجال محرما للأسرار الخفية، وتحقّقوا بالحالات السنية، بشرف صحبته العلية، حتى قيل: إن جميع من بايعه في الطريقة تسعمائة ألف، وعدد خلفائه سبعة آلاف، منهم الشيخ حبيب الله البخاري، كان أعظم مشايخ "خراسان" و"ما وراء النهر" في زمانه، قد تنوّرت "بخارى" بنور السنة بعد ما غشيتها ظلمة البدعة، وشرف بالخلافة والإجازة أربعة آلاف من مريديه بعد إيصالهم إلى رتبة الكمال. انتهى.
وللشيخ معصوم رسائل في ثلاثة مجلدات مثل رسائل والده، متضمّنة لغوامض الأسرار واللطائف، أكثرها في حلّ مغلقات معارف والده المرحوم.
توفي في اليوم التاسع من ربيع الأول سنة تسع وسبعين وألف بمدينة " سرهند"، فدفن بها، وقبره مشهور ظاهر يزار.