كان يقرأ القرآن على سبع قراءات، ولّاه الصدارة أكبر شاه بأرض "مالوه" سنة خمس وثمانين وتسعمائة، فاستقلّ بها عشر سنين، وعزل سنة خمس وتسعين وتسعمائة، عزله أكبر شاه المذكور، وأمر بحبسه في قلعة "كواليار"، فلبث في السجن خمس سنين.
وصنّف بها "الدرّ النظيم في ترتيب الآي وسور القرآن الكريم"، وعرّب "البحر الموّاج" للقاضي شهاب الدين الدولة آبادي، واشتعل السلطان عليه غضبا، وأمر بنهب أمواله كتبه، فسلبوها، وكانت عدّة كتبه ألفا وخمسمائة كتاب، فما بقي في يده غير "الدرّ النظيم"، ثم طلبه السلطان إلى "آكره"، وضيق عليه في السجن، حتى مات.
قال المندوي في "كلزار أبرار": إنه كان من كبار العلماء غاية في تدقيق النظر وسعة المعلومات واستحضار المسائل وسيلان الذهن وسرعة الإدراك.
له مصنّفات كثيرة، منها:"الدرّ النظيم في ترتيب الآي وسور القرآن الكريم"، وتعريب "البحر الموّاج" في التفسير، و"حدائق البيان شرح على بديع البيان"، و"شرح الطوالع"، و"شرح قصيدة البردة" للبوصيري، و"الحق الصريح" في إثبات عدم قبول التوبة لسابّ النبي صلى الله عليه وسلم، ردّ فيه على عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري. انتهى.
وقال بختاور خان في "مرآة العالم": إنه كان ماهرا في التفسير، غاية في قوة الحفظ، وعدّ بختاور خان من مصنّفاته: شرحا على "إرشاد القاضي شهاب الدين"، وشرحا على "مشارق الأنوار" للصغاني. انتهى.
توفي في الثاني عشر من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وألف، فدفنوه في "مقبرة الغرباء"، ثم نقل أولاده جسده إلى "لاهور"، ودفنوه بمقبرة أسلافه سنة خمس عشرة وألف، كما في "كلزار أبرار".