لطف الله العليكرهي زهاء عام ١٢٩١ هـ، وأخذ عنه الحديث والفقه والرياضي وغيرها من العلوم والفنون المختلفة نحو سنتين أو سنتين ونصف.
ثم سافر إلى "سهارنبور"، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي المحدّث السهارنبوري وعن الشيخ مظهر على النانوتوي، وأسند عنهما.
وبعد أن أكمل العلوم عاد إلى وطنه، وتصدّر للتدريس والإفادة، وذاع صيته، وطارت شهرته، وعلمه وفضله في أقلّ من الزمن، وقصد إليه الحريصون على العلوم الدينية من أقصى الأماكن وأدناها، وتلمّذوا عليه في مختلف العلوم والفنون، فيدرّسهم الشيخ دواوين الحديث والفقه بجانب "مثنوي الشيخ الرومي"، و "فصوص الحكم"، و "فتوحات مكية" للشيخ محي الدين بن العربي في اهتمام وعناية بالغة، وظلّ على هذه الحالة لعام ١٣٠٠ هـ.
ثم صرف أيامه في شتى الأماكن في الجذب والانجذاب والانزواء والرياضة الروحانية والرحلات إلى مواضع مخلتفة لعام ١٣٠٨ هـ، وفي هذه الأيام عرض عليه المسؤولون عن اللجنة النعمانية "لاهور" منصب التدريس في المدرسة النعمانية، فقبله، واشتغل بالتدريس يسكن تلامذته في المسجد الملكي بـ "لاهور"، فيحضرون لديه في المسجد، ليتلقى الدرس منه كلّ يوم.
كما جاب وجال مدن "مالير كوتله"، و"ملتان"، و"مظفر كره"، و"ديره غازي خان"، و"أجمير شريف"، وفي أواخر عام ١٣٠٧ هـ سافر إلى الحرمين الشريفين، فتيسّرت له بحسن الحظّ صحبة الشيخ الحاج إمداد الله المهاجر المكّي، فانتفع به، وبفيضه الروحاني، وعلمه الوهبي انتفاعا كثيرا، وحصلت له الإجازة منه في الطريقة الصابرية، ثم رجع إلى "الهند"، وأراد خلال الإقامة بـ "مكّة المكرّمة" استقلال المكوث بها، وأعرب عنه لشيخه الشيخ