ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد كبار المشايخ النقشبندية (١).
بشّر به والده في رؤيا له صالحة، بشّره بذلك الامام أبو حنفية النعمان بن ثابت الكوفي.
وقال له: أن يسمّيه باسمه إذا ولد، فلذلك قيل له: محمد نعمان.
وهو ولد سنة سبع وسبعين وتسعمائة بـ "بدخشان".
وقرأ العلم على من بها من العلماء.
ثم بايع الشيخ عبد الله العشقي البلخي في عنفوان شبابه.
(١) نسبة إلى أما الطريقة النقشبندية فهى للشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري، مدارها على تصحيح العقائد ودوام العبودية، ودوام الحضور مع الحقّ سبحانه. وقالوا: إن طرق الوصول إلى الله سبحانه ثلاث، الذكر والمراقبة والرابطة بالشيخ، الذي سلوكه بطريقة الجذبة، أما الذكر فمنه النفي والإثبات بحبس النفس، وهو المأثور من متقدّميهم، ومنه الإثبات المجرّد، كأنه لم يكن عند المتقدّمين، وإنما استخرجه الشيخ عبد الباقي أو ممن يقرب منه في الزمان، وأما المراقبة وهي التوجّه بمجامع الإدراك إلى المعنى المجرد البسيط، الذي يتصوّره كلّ أحد عند إطلاق اسم الله تعالى، ولكن قلّ من يجرّده عن اللفظ، فينبغي للمراقب أن يجرّد هذا المعنى عن الألفاظ، ويتوجّه إليه من غير مزاحمة الخطرات، والتوجّه إلى الغير، وأما الرابطة بالشيخ إذا صحبه خلي نفسه عن كلّ شئ إلا محبته، وينتظر لما تفيض منه، فإذا أفاض شئ فليتبعه بمجامع قلبه، وإذا غاب عنه الشيخ يتخيّل صورته بين عينيه بوصف المحبّة والتعظيم، فتفيد صورته ما تفيد صحبته. انظر: الثقافة الإسلامية في الهند ص ١٨٢.