وإثر التخرّج فيها سافر إلى "مكة المكرمة" سنة ١٢٩٨ هـ، فحج، وزار، وأخذ عن الشيخ رحمة الله الكيرانوي، والشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكّي، والشيخ عبد الحميد الداغستاني، والشيخ حبيب الله المكّي، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله سراج المكّي، والشيخ عبد الجليل براده الآفندي المدني، وصحب الشيخ محمد مظهر الدهلوي، والشيخ إمداد الله التهانوى المكّي، والشيخ حبيب الرحمن الردولوي، واستفاض منهم، وقام في تلك الأيام بالدرس والإفادة في المدرسة الصولتية بـ "مكة المكرمة" لمدة طويلة، ثم رجع إلى "الهند" عام ١٣٠١ هـ، فأقام في "أمرتسر"، وولي التدريس بها، وتخرّج على الشيخ أبو الخير المجدّدي الدهلوي المتوفى عام ١٣٤١ هـ في مرحلة الإحسان والسلوك، فأجازه في المبايعة، كان أحد المشايخ الصالحين والمحدّثين والعابدين القائمين في الليالي في عصره، وتلميذا من تلامذة الشيخ رحمة الله الكيرانوي المهاجر المكّي، وكان تدريسه ذا بركة، يأخذ مكانه في نفوس أولي الحرص على العلم خلال التدريس، استأثر به رحمة الله في يوم ١٣ شعبان ١٣٤٨ هـ في "أمرتسر"، ودفن في جوار مسجد نور.
قد أفاد كتاب "مشاهير علماء ديوبند" في وصفه:
كان رئيسا للمدرسة النعمانية في "أمرتسر"، تخرّج عليه، واستفاد طلبة العلم فيها، وبلغوا مرامهم، يدعوه محدّث العصر العلامة السيّد أنور شاه الكشميري بالعالم الربّاني، وكان عالما متبحّرا متضلّعا من العلوم العقلية والنقلية، مدرّسا للعلؤم والفنون في المدرسة الصولتية، فطار صيته، وذاع اسمه فيما بين الأوساط العلمية في "الحجاز"، كما أسسّ مدرسة تجويد القرآن بحارة جوك فريد في "أمرتسر"، بجانب المدرسة النعمانية فيها، وبنى مسجد نور،