ما دام هذا التنين حيا -يعني: وكيعا- ما يفلح أحد معه.
قلت: كان وكيع أسمر، ضخما، سمينا.
قال ابن عدي: حدثت عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق، قال:
رأيت الثوري، وابن عيينة، ومعمرا، ومالكا، ورأيت ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وكيع.
قال المفضل الغلابي: كنا بعبادان، فقال لي حماد بن مسعدة: أحب أن تجيء معى إلى وكيع.
فأتيناه، فسلم عليه، وتحدثنا، ثم انصرفنا، فقال لي حماد: يا أبا معاوية! قد رأيت الثوري، فما كان مثل هذا.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان وكيع حافظا حافظا، ما رأيت مثله.
وقال بشر بن موسى: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
ما رأيت قط مثل وكيع في العلم، والحفظ، والإسناد، والأبواب، مع خشوع وورع.
قلت: يقول هذا أحمد مع تحريه وورعه، وقد شاهد الكبار، مثل هشيم، وابن عيينة، ويحيى القطان، وأبي يوسف القاضي، وأمثالهم.
وكذا روى عن أحمد: إبراهيم الحربي، قال جعفر بن محمد بن سوار النيسابوري:
سمعت عبد الصمد بن سليمان البلخي: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، وكيع، وأبي نعيم، فقال: ما رأيت أحفظ من وكيع، وكفاك بعبد الرحمن معرفة وإتقانا، وما رأيت رجلا أوزن بقوم من غير