من شيوخه فيها: شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، وغيره من المحدثين الكبار، رحمهم الله تعالى.
بعد إتمام الدراسة رجع إلى وطنه "تونك"، والتحق بمدرسة، وعين مفتيا لها، وكان يدرّس، ويفتي، فيفيد، ويجيد. وبعد تقسيم "الهند" التحق بدار العلوم كراتشي، ودرس فيها عشر سنين، ثم التحق بجامعة العلوم الإسلامية نيو تاؤن كراتشي، وفاز على منصب الإفتاء والحديث، وبعد وفاة محدث العصر العلامة يوسف البنوري عين شيخ الحديث لها، وأقام على هذا المنصب الجليل إلى آخر حياته، وكان رئيس دار الإفتاء فيها أيضا.
صنّف عدة كتب قيّمة ممتعة، منها:"تاريخ أصول الفقه"، و"تذكرة الأولياء"، و "بيمه زندكي"، وغيرها، كان فقيها بارعا، محدّثا كبيرا، تقيا، ورعا، خاشعا، متخشعا، وكان من أجلّ خلفاء شيخ الحديث العلامة محمد زكريا الكاندهلوي، صاحب "أوجز المسالك"، وكان يصدر جريدة شهرية عن شيخ الحديث من سنة ١٤٠٥ هـ، واسمها "اقرأ"، وكان مريضا عدّة سنين، ثم توفي يوم الجمعة في شهر رمضان المبارك، سنة ١٤١٥ هـ، صلى على جنازته مولانا المفتي رفيع العثماني، ودفن في مقبرة دار العلوم كراتشي.
قلت: قرأتُ عليه "مقدمة در المختار" للعلاء الحصكفي، وله تقريظ على كتابي "ما ينبغي به العناية لمن يطالع الهداية"، وحصلت لي منه إجازة رواية الحديث، فلله الحمد والشكر.