وقد ترجم له تلميذه البار وختنه العلامة الدكتور حبيب الله الشهيد رحمه الله، وقال ما نصّه: ولد رحمه الله تعالى ليلة الخميس، السادس من ربيع الآخر، وقت السحر، سنة ألف وثلاثمائة وست وعشرين هجرية الموافق سنة ألف وتسعمائة وثمانية ميلادية في قرية "مهابت آباد"، من مديرية "مردان""باكستان"، وكان جدّه الأعلى السيّد آدم رحمه الله تعالى أقام في قرية "بنور"(١) من مديرية "أنباله"(الهند)، ولذا تنسب هذه الأسرة الكريمة إلى "بنور"، وقد ارتحل بعض من عشيرته من "بنور" إلى محافظة الحدود، وذلك عند ما تغلب الشيخ في تلك البلاد، ورحب رؤساه قبائل الأفغان في محافظة الحدود هذه الأسرة الكريمة، واستفادوا من علومها الظاهرة والباطنة، وكافح الأسرة البنورية الآراء الهدَّامة والتقاليد الجاهلية الرائجة السائدة في تلك البقاع، ولهم جهود مشكورة في هذا الصدد، وبعد مرور الأيام انتقل بعض هذه الأسرة إلى "كوهات"، والآخرون إلى "بشاور".
هذا، وقد كان جدّ الشيخ رحمه الله السيّد مير أحمد شاه رجلا يشار إليه بالأصابع في عشيرته، ورزقه الله من التقوى والصلاح حظا كبيرا، وأسّس في "بشاور" حيا سمى باسمه "كرهى مير أحمد شاه"، وماكان يسمح للإقامة به لأحد لا يصلّي الصلوات الخمس، وقد أنجب السيّد مير مزمل شاه السيّد محمد زكريا، الذي شرفه الله تعالى بنفس زكية، ونجل تقي سمي بمحمد يوسف البنوري.
(١) وهى بفتح الموحّدة، وتشديد النون، بلدة كانت من توابع "سرهند"، واليوم قرية ينسب إليها الشيخ آدم بن إسماعيل البنوري رحمه الله تعالى.