له شمس الدين أبو المظفر يوسف ابن فرغل بن عبد الله سبط ابن الجوزي، صاحب "التاريخ"، الذي سماه "مرآة الزمان"، رأيته بـ"دمشق" في أربعين مجلدا، وجمعه بخطه، وفي "مرآة الجنان" العلامة الواعظ المؤرخ شمس الدين يوسف التركي، ثم البغدادي سبط الشيخ جمال الدين ابن الجوزي أسمعه جده منه، ومن جماعة، ووطن "دمشق" من سنة بضع وستمائة، وحصل له القبول التام، وله تفسير في تسعة وعشرين مجلدا، وشرح "الجامع الكبير" مجلد في مناقب أبي حنيفة. انتهى. وفي "طبقات مجد الدين الشيرازي" كان والده مملوكا للوزير عون الدين بن هبيرة بمنزلة الولد، فأعتقه، وخطب له ابنة الشيخ جمال الدين، فلم يمكنه إلا إجابته، فولدت له يوسف المذكور، فأشغله جده، وفقهه، وطلع أوحد زمانه في الوعظ، ترق له القلوب، تذرف لسماع كلامه العيون، وفاق فيه من عاصره كثيرا ممن تقدم، وكانت مجالسته نزهة القلوب والأبصار، يحضرها الصلحاء والعلماء والملوك والأمراء والوزراء، ولا يخلو مجلس من مجالسه من جماعة، يتوبون، وفي كثير من مجالسه يسلم أهل الذمة، وكان الناس يبيتون في مسجد "دمشق" من ليلة يعظ من غدها، يتسابقون إلى مواضع الجلوس، وكان حنبلي المذهب، فلما تكرر اجتماعه بالملك المعظم عيسى اجتذبه إليه، ونقله إلى مذهب أبي حنيفة، وكان الملك المعظم شديد التغالي في المذهب. انتهى.