وَقد انْتقل رَحمَه الله فِي شهر صفر من شهور سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة، وَقد أناف عمره على تسعين سنة.
كَانَ المرحوم من أجلة أفاضل الرّوم، شهد بفضيلته التَّامَّة الخاصَّة والعامة اعْتَرَفُوا برسوخ قلمه فِي الْفُنُون وثبات قدمه فِي علم الْمَفْرُوض والمسنون، طالما شيد مَا درس من بُنيان الدُّرُوس، وزين برشحات أقلامه وُجُوه عرائس الطروس، وَسَار مسير الْبَدْر فِي سَمَاء التَّحْقِيق، وَتعلق بطائر همته، حَتَّى علا ذرْوَة التدقيق، وَكَانَ رَحمَه الله شَيخا، جميل الصُّورَة، حسن السّير مبارك النَّفس، كريم الأخلاق، متواضعا، طيّب الأعراق، مَشْهُورا بالخصال الحميدة، مَعْرُوفا بالخلال الأكيدة، متدرعا بالديانة، متعمما بالصلاح والصيانة، وَقد كتب رَحمَه الله حَوَاشِي على "تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ"، أظهر فِيهَا الْيَد
الْبَيْضَاء والمحجة الزهراء، كتب شرحا لكتاب الْكَرَاهِيَة، وَكتاب الْوَصَايَا من "الْهِدَاية" بِمَا فِيهِ لأرباب الدِّرَايَة من الْكِفَايَة، وَقَد اتّفق لي أيام اشتغالي بدرس المطول أني قد اجْتمعت فِي عَالم الرُّؤْيَا برفقة من فرقة الْعلمَاء، فانجرّ كلامنا إلى ذكر الْمولى حسن جلبي محشّى الْكتاب الْمَزْبُور، فَقَالَ وَاحِد مِنْهُم من أحب أن يرى مثله، وَينظر عدله، فَلْينْظر إلى الْمولى سِنَان من عُلَمَاء الزَّمَان، فإنه يوازيه فِي الْفَضِيلَة، ويحق لَان يعدّ عديله.