إبراهيم بن متويه الأصبهاني: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال الشافعي: كل حديث جاء من "العراق"، وليس له أصل في "الحجاز"، فلا تقبله، وإن كان صحيحا، ما أريد إلا نصيحتك.
قلت: ثم إن الشافعي رجع عن هذا، وصحَّح ما ثبت إسناده لهم.
ويروى عنه: إذا لم يوجد للحديث أصل في "الحجاز" ضعف، أو قال: ذهب نخاعه.
أخبرنا إبراهيم بن علي العابد في كتابه، أخبرنا زكريا العلبي وجماعة، قالوا: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي، قال: أفادني يعقوب، وكتبته من خطه، أخبرنا أبو علي الخالدي، سمعت محمد بن الحسين الزعفراني، سمعت عثمان بن سعيد بن بشَّار الأنماطي، سمعت المزني يقول: كنت أنظر في الكلام قبل أن يقدم الشافعي، فلما قدم أتيته، فسألته عن مسئلة من الكلام، فقال لي: تدري أين أنت؟ قلت: نعم، في مسجد الفسطاط.
قال لي: أنت في تاران - قال عثمان: وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم.
… قال زكريا الساجي: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثني حسين الكرابيسي: بت مع الشافعى ليلة، فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر، فمئة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوذ، وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعا.
قال الربيع بن سليمان من طريقين عنه، بل أكثر: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة.
ورواها ابن أبي حاتم عنه، فزاد: كل ذلك في صلاة.
أبو عوانة الإسفراييني: حدثنا الربيع، سمعت الشافعي يقول: ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة، فأدخلت يدى فتقيأتها.