أبو جعفر الترمذي: سمعت الربيع قال: كان بالشافعي هذه البواسير، وكانت له لبدة محشوة بحلبة، يجلس عليها، فإذا ركب، أخذت تلك اللبدة، ومشيت خلفه، فناوله إنسان رقعة يقول فيها: إنني بقال، رأس مالي درهم، وقد تزوجت، فأعني، فقال: يا ربيع، أعطه ثلاثين دينارا واعذرني عنده.
فقلت: أصلحك الله، إن هذا يكفيه عشرة دراهم، فقال: ويحك! وما يصنع بثلاثين؟ أفي كذا، أم في كذا -يعد ما يصنع في جهازه- أعطه …
وعن إبراهيم بن برانة قال: كان الشافعي جسيما، طوالا، نبيلا.
قال ابن عبد الحكم: كان الشافعي أسخى الناس بما يجد، وكان يمر بنا، فإن وجدني، وإلا قال: قولوا لمحمد: إذا جاء يأتي المنزل، فإني لا أتغدى حتى يجئ.
داود بن علي الأصبهاني: حدثنا أبو ثور قال: كان الشافعي من أسمح الناس، يشتري الجارية الصناع التي تطبخ وتعمل الحلواء، ويشترط عليها هو أن لا يقربها، لأنه كان عليلا، لا يمكنه أن يقرب النساء لباسور به إذا ذاك، وكان يقول لنا: اشتهوا ما أردتم.
قال أبو علي بن حمكان: حدثني أبو إسحاق المزكي، حدثنا ابن خزيمة، حدثنا الربيع، قال: أصحاب مالك كانوا يفخرون، فيقولون: إنه يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمما.
والله لقد عددت في مجلس الشافعي ثلاثمائة معمم سوى من شذ عني.
قال الربيع: اشتريت للشافعي طيبا بدينار، فقال: ممن اشتريت؟ قلت: من ذاك الأشقر الأزرق.
قال: أشقر أزرق! رده، رده، ما جاءني خير قط من أشقر.
أبو حاتم: حدثنا حرملة، حدثنا الشافعي، يقول: احذر الأعور، والأعرج، والأحول، والأشقر، والكوسج، وكل ناقص الخلق، فإنه صاحب التواء، ومعاملته عسرة.