قال الإمام محمد بن سعد بن منيع الزهري المتوفي سنة ٢٣٠ هـ في "الطبقات الكبرى": قالوا: كان عدد مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي غزا بنفسه سبعا وعشرين غزوة، وكانت سراياه التي بعث بها سبعا وأربعين سرية، وكان ما قاتل فيه من المغازي تسع غزوات: بدر القتال، وأحد، والمريسع، والخندق، وقريظة، وخيبر، وفتح "مكة"، وحنين، والطائف. فهذا ما اجتمع لنا عليه.
وفي بعض روايتهم أنه قاتل في بني النضير، ولكن الله جعلها له نفلا خاصة، وقاتل في غزوة "وادي القرى" منصرفه من "خيبر"، وقتل بعض أصحابه، وقاتل في "الغابة".
قالوا: وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم "المدينة" حين هاجر من "مكة" يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وهو المجتمع عليه، وقد روى بعضهم إنه قدم لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول، فكان أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب بن هاشم في شهر رمضان على رأس سبعة أشهر من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء أبيض، فكان الذي حمله أبو مرثد كنَّاز بن الحصين الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين رجلًا من المهاجرين، قال بعضهم: كانوا شطرين من المهاجرين والأنصار، والمجتمع عليه أنهم كانوا جميعا من المهاجرين، ولم يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من الأنصار مبعثا، حتى غزا بهم بدرا، وذلك أنهم شرطوا له أنهم يمنعونه في دارهم، وهذا الثبت عندنا، وخرج حمزة يعترض لعير قريش قد جاءت من "الشام" تريد "مكة"، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فبلغوا سيف البحر يعني ساحله من ناحية "العيص"، فالتقوا حتى اصطفوا للقتال، فمشي مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفا للفريقين جميعا إلى هؤلاء مرة،