للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحَاشا وكَلَّا أن أُسمَّى لِغيْركُم … بَعَبْدٍ وأنْ أبْقى على غيْرِكُم كَلا

فما جَارَ إلا عَاذِلا عن هَوَاكُمُ … ولا عَاش إلا من رَأى جَوْرَكم عَدلًا

فلا تقطعوا عَنيِّ عَوائدَ جُودِكمْ … ورُدُّوا لِي العَيشَ الحَمِيدَ الذي وَلَّى

ولا تُعْرِضُوا عنيِّ فإنِّي وحَقِّكُمْ … أرَى كلَّ صَعْبٍ دُون إعراضِكم سَهْلًا

وذكره ابن شاكر الكتبي، في "عيون التواريخ".

وأورد من شعره قوله:

أجِبْ بلَبَّيْك دُعَا الحَبيبْ … كيف يَدْعُوك ولا تسْتجيبْ

فإنَّ إعْرَاضَكَ عن سَيِّدٍ … إليه يَدْعُوك عَجيبٌ عجيبْ

فانتهزِ الفرصةَ في غَفلةٍ … من حَاسدٍ أو كَاشحٍ أو رَقيبْ

وارْفَعْ إلى مَوْلاك شَكوى الهوى … فإنَّ مَوْلاكَ قَريبٌ مُجيبْ

وقوله أيضًا:

أتُرى تُمَثَّلُ طَيْفَك الأَحلامُ … أم زوْرَةُ الطَّيفِ المِلمِّ حَرَامُ

يا باخِلًا بالطَّيْفِ في سِنةِ الكَرَى … ما وَجْهُ بُخْلِكَ والمِلاحُ كرامُ

لوْ كنتَ تدري كيف بات مُتَيَّمٌ … عَبَثتْ به في حُبِّك الأسقامُ

إنْ دَامَ هَجْرُك والتَّجَنِّي والقِلَى … فعَلَى الحيَاةِ تَحيَّةٌ وسلامُ

نارُ الغَرامِ شَدِيدةٌ لكنها … بَردٌ على أهلِ الهوى وسَلامُ

وقوله أيضًا:

بَعْدَ الثمانين ماذا المرْءُ ينتظرُ … وقد تغيَّر فيه السمعُ والبَصَرُ

وأيُّ شيءٍ تُرَى يَرْجوهُ منْ ذهبَتْ … لَذاتُه وهو للآفاتِ مُنتظِرُ

يَرْثي له أبدًا مَن كان يَحسُدُه … على الشبَابِ لحالٍ كُلّهُ عِتبَرُ

فَقَائِمًا في اضطراب لا يفارقه … وقاعدا أشبه الأشيا به الحجر

شيخوخة تأنفَ الأبصارُ مَنظرَها … لكنْ بها لِذوي الألباب مُعتَبَرُ

كفى بها عِتبرَة أن الكبير بها … بغَيْر مَوْتٍ وَقَيْبرٍ ليس يَنْجَبِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>