وحَاشا وكَلَّا أن أُسمَّى لِغيْركُم … بَعَبْدٍ وأنْ أبْقى على غيْرِكُم كَلا
فما جَارَ إلا عَاذِلا عن هَوَاكُمُ … ولا عَاش إلا من رَأى جَوْرَكم عَدلًا
فلا تقطعوا عَنيِّ عَوائدَ جُودِكمْ … ورُدُّوا لِي العَيشَ الحَمِيدَ الذي وَلَّى
ولا تُعْرِضُوا عنيِّ فإنِّي وحَقِّكُمْ … أرَى كلَّ صَعْبٍ دُون إعراضِكم سَهْلًا
وذكره ابن شاكر الكتبي، في "عيون التواريخ".
وأورد من شعره قوله:
أجِبْ بلَبَّيْك دُعَا الحَبيبْ … كيف يَدْعُوك ولا تسْتجيبْ
فإنَّ إعْرَاضَكَ عن سَيِّدٍ … إليه يَدْعُوك عَجيبٌ عجيبْ
فانتهزِ الفرصةَ في غَفلةٍ … من حَاسدٍ أو كَاشحٍ أو رَقيبْ
وارْفَعْ إلى مَوْلاك شَكوى الهوى … فإنَّ مَوْلاكَ قَريبٌ مُجيبْ
وقوله أيضًا:
أتُرى تُمَثَّلُ طَيْفَك الأَحلامُ … أم زوْرَةُ الطَّيفِ المِلمِّ حَرَامُ
يا باخِلًا بالطَّيْفِ في سِنةِ الكَرَى … ما وَجْهُ بُخْلِكَ والمِلاحُ كرامُ
لوْ كنتَ تدري كيف بات مُتَيَّمٌ … عَبَثتْ به في حُبِّك الأسقامُ
إنْ دَامَ هَجْرُك والتَّجَنِّي والقِلَى … فعَلَى الحيَاةِ تَحيَّةٌ وسلامُ
نارُ الغَرامِ شَدِيدةٌ لكنها … بَردٌ على أهلِ الهوى وسَلامُ
وقوله أيضًا:
بَعْدَ الثمانين ماذا المرْءُ ينتظرُ … وقد تغيَّر فيه السمعُ والبَصَرُ
وأيُّ شيءٍ تُرَى يَرْجوهُ منْ ذهبَتْ … لَذاتُه وهو للآفاتِ مُنتظِرُ
يَرْثي له أبدًا مَن كان يَحسُدُه … على الشبَابِ لحالٍ كُلّهُ عِتبَرُ
فَقَائِمًا في اضطراب لا يفارقه … وقاعدا أشبه الأشيا به الحجر
شيخوخة تأنفَ الأبصارُ مَنظرَها … لكنْ بها لِذوي الألباب مُعتَبَرُ
كفى بها عِتبرَة أن الكبير بها … بغَيْر مَوْتٍ وَقَيْبرٍ ليس يَنْجَبِرُ