وقال الذهبي، في "تاريخه المختص": هو ذو الفنون فخر الدين، أبو العبّاس.
ولد بـ "الكوفة" سنة ثمانين وستمائة.
وسمع من الدواليبي وغيره، فأفتى، ودرّس، وناظر بـ "دمشق"، وظهرتْ فضائله، وله المصنّفات المفيدة.
وقال الكمال جعفر: نظم الكثير، وصنّف في الفرائض، وكان كثير الإحسان إلى الطلبة، بجاهه وماله.
وكان قد سمع بـ "بغداد" من ابن الدواليبي، وصالح بن عبد الله الصباغ، وغيرهما، وأجاز له إسماعيل ابن الطبّال، وتقدّم في العربية، والقراءات، والفرائض، وغيرها، وشغل الناس، وكان كثير التودّد، لطيف المحاضرة.
ذكره الذهبي في "معجمه"، ومات قبله بمدّة، كتب عنه سعيد الذُّهْلي من شعره. انتهى.
وذكره ابن خطيب الناصرية، فيما انتقاه من "تاريخ ابن حبيب"، فقال: عالم حلتْ عبارته، وعلتْ إشارته، ولطفتْ معاني ذاته، وعذبتْ مذاقه نباته، وحسنتْ أخلاقه، ورقمتْ بالتبر أوراقه، تصدّى لمعرفة العلوم الأدبية، وتصدّر بـ "بغداد" لإقراء العربية، ومهر في حلّ المشكلات والغوامض.
ثم قدم "دمشق"، فدرّس وأعاد، وجلس للإفادة مبلغًا طلبة العلم غاية المراد.