وكان أحمد إمامًا كبيرا، عالما علامة، مُتقنًا مُفنّنا، بارعًا، فصيحًا، بليغًا، قويّ الذكاء، حتى كان الشيخ شمس الدين الأصبهاني يُفضّله، ويثني عليه كثيرًا، ويرجّحه على الشيخ جمال الدين ابن الحاجب، ويقول: هو أذكى.
من تصانيفه:"الدر المنضود في الردّ على فيلسوف اليهود" يعني بذلك ابن كمونة اليهودي، و"مجمع البحرين" في الفقه، جمع فيه بين "مختصر القدوري"، و"منظومة النسفي"، مع زوائد، ورتّبه، فأحسن، وأبدع في اختصاره، وشرحه في مجلّدين كبيرين.
وله "البديع" في أصول الفقه، جمع فيه بين أصول فخر الإسلام البزدوي، و"الإحكام" للآمدي.
قال في خطبته: قد منحتك أيّها الطالب لنهاية الوصول إلى علم الأصول، بهذا الكتاب، البديع في معناه، المطابق اسمه لمسمّاه، لخّصتُه لك من كتاب "الإحكام"، ورصّعتُه بالجواهر النفيسة من "أصول فخر الإسلام"؛ فإنهما البحران المحيطان بجوامع الأصول، الجامعان لقواعد المعقول والمنقول، هذا حاوٍ للقواعد الكلّية الأصولية، وذاك مشحون بالشواهد الجزئية الفروعية. انتهى.
ووجد إجازة بخطّه، على نسخة من "مجمع البحرين"، يقول فيها للمجاز له: وأنا معتمد على الله تعالى، ثم ملتمس من خدمته أن يصون هذا الكتاب، ويحفظه عن تغيير يقع فيه، وما يرى فيه من مخالفة لفظ أو معنى لما في أحد الكتابين، فلا يتسرّع إلى إنكاره؛ فإن لي فيه مقصدًا صالحًا؛ من تحرير نقل، أو اختيار ما هو الأصحّ من الأقوال والروايات، وقد كنت عازمًا على التنبيه على ذلك في حواشي الكتاب، فلم يتّسع الزمان؛ لسرعة التوجّه إلى دار السلام، -صانها الله تعالى عن الغير، وفتح لها أبواب النصر والظفر-،