للمهتدي "كتابًا في الخراج"، فلمّا قتل المهتدي نهب الخصّاف، وذهبتْ بعض كتبه، ومن جملتها:"كتاب الخراج" هذا، و"كتاب"، عمله في المناسك، لم يكن خرج للناس.
قال النديم: وله من المصنّفات: "كتاب الخيل" في مجلّدين، و "كتاب الوصايا"، و"الشروط الكبير"، و"كتاب الشروط الصغير"، و"كتاب الرضاع"، و"كتاب المحاضر والسجلّات"، و"كتاب أدب القاضي"، و"كتاب النفقات على الأقارب"، و"كتاب إقرار الورثة بعضهم لبعض"، و"كتاب أحكام الوقف" و "كتاب النفقات"، و"كتاب العصير وأحكامه"، و "كتاب ذرع الكعبة والمسجد الحرام والقبر".
قال ابن النجّار: وذكر بعض الأئمة أن الخصّاف كان زاهدًا ورعًا، يأكل من كسب يده.
وقال شمس الأئمة الحلواني: الخصّاف رجل كبير في العلم، وهو ممن يصحّ الاقتداء به.
وروى عن بعض مشايخ "بلخ"، أنه قال: دخلت "بغداد"، وإذا على الجسر رجل ينادي ثلاثة أيام، يقول: إن القاضى أحمد بن عمرو الخصّاف، استفتي في مسألة كذا، فأجابَ بكذا وكذا، وهو خطأ، والجوابُ كذا وكذا، رحم الله مَنْ بلغها صاحبها.
قلتُ: هكذا ينبغي أن يكون العلماء، وهكذا يجبُ أن يكون التحفّظ في دين الله، والنصيحة لعباد الله، لا كعلماء زماننا، الذين ليس لهم غرض إلا التفاخر بالعلم، والتكبّر به، وإظهار القوّة والغلبة، فلا يبالي أحدهم إذا كان مستظهرًا في البحث على خصمه، أن يكون على الحقّ أو على الباطل، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله العليّ العظيم.