قال الخطيب: وقال لي القاضي أبو عبد الله الصيمري: أبو جعفر أحمد بن أبي عمران، أستاذ أبي جعفر الطحاوي، وكان شيخ أصحابنا بـ "مصر" في وقته، وأخذ العلم عن محمد بن سماعة، وبشر بن الوليد، وأضرابهما.
وقال أبو سعيد بن يونس: أحمد بن أبي عمران الفقيه، يكنى أبا جعفر، واسم أبي عمران موسى بن عيسى، من أهل "بغداد"، وكان مكينًا من العلم، حسن الدراية بالوان من العلم كثيرة، وكان ضرير البصر، وحدّث بحديث كثير من حفظه، وكان ثقة، وكان قدم إلى "مصر" مع أبي أيوب صاحب خراج "مصر"، فاقام بـ "مصر" إلى أن توفي بها في المحرّم، سنة ثمانين ومائتين. انتهى.
قلت: هذا موافق لما ذكره ابن الأثير (١) رحمه الله تعالى.
(١) هو أبو الحسن عزّ الدين علي بن محمد الجزري، نسبته إلى جزيرة ابن عمر الشافعي. كان صدرا معظما، كثير الفضائل، حافظا للتاريخ، خبيرا بأنساب العرب. صنف في التاريخ كتابا، واختصر "أنساب السمعاني"، وله "كتاب أخبار الصحابة" في ستّ مجلدات، وكان قد سمع على الشيوخ في بلاد، منها: "الموصل" و"بغداد" و"الشام" و"القدس" وغيرها. وتوفي سنة ٦٣٠ هـ. كذا في "مرآة الجنان" لليافعي، وفي "طبقات ابن شهبة" علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد عز الدين أبو الحسن الشيباني الجزري المؤرّخ المعروف بابن الأثير، وُلِد بـ "الجزيرة"، واشتغل، وسمع في بلاد متعددة، وكان إماما، نسابة، مؤرخا، صنف التاريخ المشهور بـ "الكامل" في عشر مجلدات، وكتابا حافلا في معرفة الصحابة، سماه "أسد الغابة في معرفة الصحابة". =