وقال الصلاح الصفدي في "الوافي": كان ثقة نبيلا ثبتا فقيها عاقلا، لم يخلفْ بعده مثله. وقال اليافعي: برع في الفقه والحديث، وصنّف التصانيف المفيدة. ا هـ.
وقال السيوطي: الإمام العلامة الحافظ، صاحب التصانيف البديعة، وكان ثقة، ثبتا، فقهيا، لم يخلفْ بعده. ا هـ.
وقال البدر العيني بعد أن ذكر نصوص كثير: ممن أثنوا على الطحاوي: ولقد أثنى عليه كلّ مَنْ ذكره من أهل الحديث والتاريخ، كالطبراني، وأبي بكر الخطيب، وأبي عبد الله الحميدي، والحافظ ابن عساكر، وغيرهم من المتقدّمين والمتأخّرين، كالحافظ أبي الحجّاجْ المزّي، والحافظ الذهبي، وعماد الدين بن كثير، وغيرهم، من أصحاب التصانيف. ولا يشكّ عاقل منصف أنّ الطحاوي أثبت في استنباط الأحكام من القرآن، ومن الأحاديث النبوية، وأقعد في الفقه من غيره، ممن عاصرَه سنا، أو شاركه رواية، من أصحاب الصحاح والسنن، لأنّ هذا إنما يظهر بالنظر في كلامه وكلامهم. ومما يدلّ على ذلك، ويقوي ما ادّعيناه تصانيفه المفيدة الغزيرة في سائر الفنون من العلوم النقلية والعقلية.
وأما في رواية الحديث، ومعرفة الرجال، وكثرة الشيوخ فهو كما ترى إمام عظيم، ثبت ثقة حجّة، كالبخاري، ومسلم، وغيرهما، من أصحاب الصحاح والسنن. يدلّ على ذلك اتساع روايته، ومشاركته فيها أئمة الحديث المشهورين، كما ذكرناهم.
وأما تصانيفه فتصانيف حسنة، كثيرة الفوائد، ولا سيّما "كتاب معاني الآثار". فإن الناظر فيها المنصف إذا تأمّله يجده راجحا على كثير من كتب الحديث المشهورة المقبولة، ويظهر له رجحانه بالتأمل في كلامه