للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما كتب الشروط للطحاوي من صغير ومتوسّط كبير فمعروفة شرقا وغربا، متداولة في أيدى العلماء. ثم إن ابن جرير. أطال المقام في "طبرستان"، وعند ما عاد إلى "بغداد" كان مقهورا تحت سلطان الحشوية بـ "بغداد"، يرمون بيته بأحجار، ولا يتمكّن من المحافظة على نفسه إلا نجرس من الحكومة، ويضطرّ في بعض الأحوال أن يدفن بعض كتبه مثل "اختلاف الفقهاء"، فلم يكنْ حرا طليقا في نشر العلم في عهد سطوة الحشوية، وطال ذلك العهد هناك.

وأما الطحاوي في "مصر" فكان موفور الكرامة، يجلّه الكبير والصغير، ويوالي القضاة الاستعانة بغزير علمه في الفقه والحديث والتوثيق وتسجيل الشروط، حتى سارتْ بتصانيفه وأنبائه الركبانُ في جميع البلدان شرقا وغربا.

أمثله يكون في حاجة إلى السرقة في علم الشروط؟ وقد تلقّى علم الشروط من أمثال القاضى بكّار (١)، وابن أبي عمران، وأبي خازم عبد الحميد (٢) أصحاب أئمة علم الشروط بـ "البصرة" و"الكوفة" و"بغداد"، فمهما أبعد بعض العلوم عن الحنفية، لا يمكن إبعاد علم الشروط والتوثيق عنه، فإنهم أئمة هذا العلم من عهد أبي يوسف، وقبل عهده، وما جرى بين إبراهيم بن الجراح وبين حمّاد بن زيد مسجّل في موضعه،


(١) وله "كتاب الشروط"، و"كتاب المحاضر) "، و"السجلات"، و"كتاب الوثائق والعهود"، و"كتاب النقض على الشافعي". (الكوثري).
(٢) وله كتاب المحاضر، والسجلات، وكتاب أدب القاضي، وكان حاذقا في عمل المحاضر والسجلات. (الكوثري).

<<  <  ج: ص:  >  >>