للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محاولتنا التجديد في كلّ شيء، فلو زاحمناهم في البحث والتعب وراء اجتلاء معارفنا، وباعدناهم في الموبقات، وصنوف السقوط لانبعثنا من جديد. وليس ذلك على الله ببعيد.

فمن مصنّفات الطحاوي الممتعة: "كتاب معاني الآثار" في المحاكمة بين أدلّة المسائل الخلافية، يسوق بسنده الأخبار، التى يتمسّك بها أهل الخلاف في تلك المسائل، ويخرج من بحوثه بعد نقدها إسنادا ومتنا، رواية ونظرا بما يقتنع به الباحث المنصف المتبرّئ من التقليد الأعمى، وليس لهذا الكتاب نظيرٌ في التفقيه، وتعليم طرق التفقّيه، وتنمية ملكة الفقه، رغم إعراض من أعرض عنه. ولذلك كان الأستاذ المغفور له شيخنا العلامة محمد خالص الشرواني رحمه الله اختاره في عداد كتب الدراسة مع "الآثار" للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وكان لأهل العلم عناية خاصة بتدريس "كتاب معاني الآثار"، وروايته، وتلخيصه، وشرحه، والكلام في رجاله، فمن شرّاحه: الحافظ أبو محمد المنبجي، مؤلّف "اللباب في الجمع بين السنة والكتاب"، وقطعة من شرحه موجودة في مكتبة أيا صوفيا بـ "الآستانة"، ومنهم: الحافظ عبد القادر القرشي صاحب "الحاوي في تخريج أحاديث معاني الآثار للطحاوي" -وقطعة منه موجودة بدار الكتب المصرية- وذكر القرشى في قسم الجامع من "طبقاته" (٤٣١) سبب تأليفه، وقال: كان ذلك بإشارة شيخنا الحجّة علاء الدين المارديني لما سأله بعض الأمراء عن ذلك الوقت، وقال له: عندنا. "كتاب الطحاوي"، فإذا ذكرنا لخصمنا الحديث منه يقولون لنا: ما نسمع إلا من البخاري ومسلم -في كلام نحو هذا- فقال له شيخنا: والأحاديث التي في كتاب الطحاوي أكثرها في البخاري ومسلم، والسنن وغير ذلك من كتب الحفّاظ -في كلام نحو هذا،

<<  <  ج: ص:  >  >>