للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له الأمير: أسألك أن تخرجه، وتعزو أحاديثه إلى هذه الكتب، فقال له شيخنا: ما أتفرّغ لذلك. ولكن عندي شخص من أصحابي يفعل ذلك، وتكلّم معه رحمه الله في الإحسان إلىّ، وعظّمني عنده، وجعلني أمة في هذا العمل. فحملني إلى الأمير، وأحسن إليّ، وأمدّني الأمير بكتب كثيرة، كـ "الأطراف" للمزّي، و"تهذيب الكمال" له، وغيرهما، وشرعتُ فيه، وكان ابتدائي فيه سنة ٧٤٠ هـ، وأمدّني شيخنا بكتاب لطيف، فيه أسماء شيوخ الطحاوي، وقال لي: هذا يكفيك من عندي، فحصلَ لي النفع العظيم. اهـ. إلى آخر ما ذكرَه هناك.

وطريقته في التخريج أنه يتكلّم على أسانيده، ويعزو أحاديثه وإسناده إلى الكتب الستة، و"المصنّف" لابن أبي شيبة، و"كتاب الحفّاظ"، وهكذا، فخدم خدمة عظيمة في هذا الباب. ومن شرّاح الكتاب: البدر العيني الحافظ، وقد عني بتدريسه سنين متطاولة في المؤيّدية -وكان المؤيّد شيخ ملمّا بالعلم، يناقش العلماء في العلى، حتى جعل لهذا الكتاب كرسيا خاصا في جامعته، كباقي أمهات كتب الحديث، وعيّن لهذا الكرسي البدر العينيّ، فقام البدر بتدريس هذا الكتاب خيرَ قيام مدّة مديدة، وألّف شرحين ضخمين فخمين، صورة ومعنى. أحدهما "نخب الأفكار في شرح معاني الآثار"، ويتعرّض لتراجم رجال الكتاب في صلب هذا الشرح، كما فعل في "شرح صحيح البخاري". وهذا من محفوظات دار الكتب المصرية في ثمانية مجلّدات بخطّ المؤلّف وبها خروم. وتوجد بعض أجزاء منه في مكتبة أحمد الثالث في طوبقبو، ومكتبة (عموجة حسين باشا) بـ "الآستانة".

والشرح الآخر هو "مباني الأخبار في شرح معاني الآثار" للبدر العيني، وهو محفوظ في دار الكتب المصرية بخطّ المولّف في ستة مجلّدات.

<<  <  ج: ص:  >  >>