وهو خلو من الكلام في الرجال، حيث أفردهم في تأليف، سماه "معاني الأخيار في رجال معاني الآثار" في مجلّدين، مع نقص في نسخة دار الكتب المصرية، يستدرك من نسخة مكتبة رواق الأتراك في "الأزهر الشريف"، وخدمة البدر العيني لـ "معاني الآثار" لا تقلّ عن خدمته لـ "صحيح البخاري"، والله سبحانه يكافئه على تلك الخدمات الجسيمة، ولا سيّما في تحقيق أحاديث الأحكام.
وممن لخّص "معاني الآثار" حافظ المغرب ابن عبد البر، وبه امتلأ قلبه إجلالا للطحاوي، ويكثر النقل عنه في كتبه، ولا سيّما لـ "التمهيد"، وممن لخّصه أيضا الحافظ الزيلعي صاحب "نصب الرأية". وملخّصه محفوظ بمكتبة رواق الأتراك، ومكتبة الكوبريلي بـ "الآستانة"، وشرحه صاحب "اللباب في الجمع بين السنّة والكتاب" أيضا، وهو محفوظ في مكتبة أيا صوفيا في "الآستانة"، ولمحمد بن محمد الباهلي المالكي "كتاب تصحيح معاني الآثار" محفوظ في بانكوك، كما ذكره بروكلمان، ولم أطلعْ عليه.
و "كتاب معاني الآثار" طبع عدّة مرّات في "الهند". لكن أين جمال الطبع المصري من الطبع الهندي فيا حبّذا! لو طبعتْ تلك الكتب مع إعادة طبع "المعاني الآثار" بـ "مصر" بعناية خاصة. ويقول الطحاوي في صدر "كتاب معاني الآثار": سألني بعض أصحابنا من أهل العلم أن أضع له كتابا، أذكر فيه الآثار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام، التي يتوهم أهل الإلحاد والضعفة من أهل الإسلام أن بعضها ينقض بعضا، لقلّة علمهم بناسخها من منسوخها، وما يجب به العمل منها لما يشهد له من الكتاب الناطق والسنّة المجتمع عليها، وأجعل لذلك أبوابا، أذكر في كلّ كتاب منها ما فيه من الناسخ والمنسوخ، وتأويل العلماء،