حاول فيه توهينَ الرواة من غير أهل مذهبه ليحيا هو فقط ومذهبه، كلمة أحمد في كتاب الكرابيسي هذا مذكورة في "شرح علل الترمذي" لابن رجب، فالطحاوي سدّ هذه الثلمة بردّه على الكرابيسي، مشكورا فضله، وقد ذكر "كتاب المدلّسين" هذا الإمام أحمد، فذمّه ذمّا شديدا. وكذلك أنكر عليه أبو ثور، وغيره، من العلماء.
قال المروزي: مضيت إلى الكرابيسي، وهو إذ ذاك مستور، يذبّ عن السنّة، ويظهر نصرة أبي عبد الله، فقال لي: إن أبا عبد الله رجل صالح، مثله يوفّق لإصابة الحقّ، وقد رضيت أن يعرض كتابي عليه، قال: وقد سألني أبو ثور، وابن عقيل، وابن حبيش أن أضرب على هذا الكتاب فأبيتُ عليه، وقلتُ: بل أزيد فيه ما سنح في ذلك، وأبى أن يرجع عنه، فجئ بالكتاب إلى أبي عبد الله، وهو لا يدري من وضع الكتاب، وكان في الكتاب الطعن على الأعمش، والنصرة للحسن بن صالح، وكان في الكتاب: أن قلتم: إن الحسن بن صالح كان يرى رأى الخوارج، فهذا ابن الزبير قد خرج، فلمّا قرئ على أبي عبد الله، قال: هذا قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجّوا به حذروا عن هذا، ونهى عنه. أهـ.
وقال ابن رجب: وقد تسلّط بهذا الكتاب طوائف من أهل البدع في الطعن على أهل الحديث، وكذلك بعض أهل الحديث ينقل منه دسائسَ إما يخفى عليه أمرها أو لا يخفى، كيعقوب الفَسَوي، وغيره. اهـ. وعلى مثل هذا الكتاب الخطر ردّ الطحاوي ردّا، موفقا يشكر عليه. وله أيضا "كتاب الأشربة"، حمله هشام الرعيني إلى المغرب فيما حمل من كتب الطحاوي. وله أيضا جزءان في الردّ على عيسى بن أبان من أصحاب محمد بن الحسن، وجزء في الردّ على أبي عبيد في النسب وجزءان في اختلاف الروايات على