للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن شعر ابن عرب شاه أيضًا قوله (١):

السَّيْلُ يَقْطَعُ ما يلقَاهُ من شَجَرٍ … بينَ الجِبالِ ومنه الأرضُ تنفطرُ (٢)

حتى يُوافي عُباب البحرِ تنظره … قد اضْمَحَلَ فلا يبقى له أثر

ومنه أيضًا قوله (٣):

فعِشْ ما شِئت في الدنيا وأدْرِكْ … بِها ما شِئتَ مِن صِيتٍ وصَوْتِ

فَحْبلُ العَيْشِ مَوْصُولٌ بِقَطْعٍ … وخَيْطُ العُمْرِ مَعْقُودٌ بِمَوْتِ

وله غير ذلك من الأشعار الرائعة، والتأليف الفائقة.

وقد ذكر له في "الضوء اللامع" ترجمة واسعة، ذكر فيها أن العلاء البخارى لما قدم من "الحجاز"، مع الركبِ الشامي، سنة اثنتين وثلاثين، انقطع إليه صاحب الترجمة، ولازمه في الفقه، والأصلين، والمعاني، والبيان، والتصوّف، وغيرهما، حتى مات، وكان ممن قرأ عليه "الكافي" في الفقه، و"البزدوي" في أصوله.

قال: وتقدّم في غالب العلوم، وأنشأ النظم الفائق، والنثر الرائق، وصنّف نظمًا، ونثرًا، فمن ذلك: "مرآة الأدب" في علم المعاني والبيان والبديع، سلك فيه أسلوبًا بديعًا، نظم فيه "التلخيص"، وعمله قصائد غزلية، كلّ باب من قصيدة مُفردة على قافية، وقف عليها الحافظ ابن حجر، واستحسنها، و"مقدمة ني النحو"، و"العقد الفريد في التوحيد"، و"عجائب المقدور في نوائب تيمور"، و"فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء"،


(١) البيتان في الضوء اللامع ٢: ١٢٨.
(٢) في الضوء: "السيل يقلع ما يلقاه".
(٣) البيتان في الضوء اللامع ٢: ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>