للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدين على بن عثمان الزيلعي، الذي أورد كلّ مسألة من مسائل الفقه الحنفي، مشفوعة بالدليل والتعليل والمناقشة للرأي المخالف فيها، فكان كتاب تفقيه بحقّ وواقع، فقرأه على والده أيضا بكماله من أوله إلى آخره، وهو في ستّ مجلّدات كبار.

ومما قرأه على والده أيضا: الكتاب الذي تَطَابَق اسمُه ومسمّاه، فكان حقّا كما قال مؤلّفه، وسماه: "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" لإمام عصره وفقيه دهره العلامة الكاساني ثم الحلبي. وهو الكتاب الذي تميّز عن سائر كتب فقه المذهب الحنفي، بحسن التنظيم والترتيب، مع الاستدلال والتعليل، وسلاسة العبارة، وأدب النقاش، واستيفاء الدليل من المنقول والمعقول، وهو في سبع مجلّدات كبار، قرأ عليه جُلّ هذا الكتاب قراءة تمحيص وتفقّه وارتواء.

وهذان الكتابان: "تبيين الحقائق" للزيلعي و"بدائع الصنائع" للكاساني يفقِّهان قارئَهما إلزاما إذا توجّه إليهما، فكيف إذا كانت لديه المواهب العالية، والنفس المطمئنة بالفقه وقواعده وأصوله وشوارده، فحدّث عن انتفاعه بهما وبمن يُقْرِآن عليه، ولا حرج.

ومما قرأه على والده أيضا: كتاب "الأشباه والنظائر" للعلامة الإمام زين الدين بن نُجَيم الحنفي فقيه القرن العاشر، وصاحب كتاب: "البحر الرائق شرح كنز الدقائق".

وكتابه: "الأشباه والنظائر" هذا من أجلّ الكتب المؤلّفة في بابه لدى السادة الحنفية، في تأصيل القواعد وتخريج الفروع عليها، وإبانة ما يدخل فيها، وما يخرج عنها، وهو من أحسن كتب التفقيه للمتمكّنين في العلم والتحصيل، إذ يولّد في ذهن المتفقّه التأصيل والتعليل، فقراءته مُثْمِرة للمتفقّه المتأهّل أفضل الثمرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>