للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ جلال الدين السيوطي في حقِّه: المحدّث، المفسّر (١)، الأصولي، المتكلّم، النحوي، البياني، المحقّق، إمام النحاة في زمانه، وشيخ العلماء في أوانه، شهد بنشر علومه العاكف والبادي، وارتوى من بحار فهومه الظمآن والصادي.

أما التفسير فهو "بحره المحيط"، و"كشّاف" دقائقه بلفظه "الوجيز"، الفائق على "الوسيط"، و"البسيط".

وأما الحديث، فالرحلة في الرواية والدراية إليه، والمعوّل في حلّ مُشكلاته وفتح مقْفَلاته عليه.

وأما الفقه فلو رآه النعمان لأنعم به عينًا، أو رام أحد مناظرته لأنشد (٢):

وألفى قولها كذبًا ومَيْنَا.


(١) جاء نعت المفسر في ذكر جده. انظر البغية ١: ٣٧٥.
(٢) عجز بيت لعدي بن زيد في ذكر قصة الزبّاء مع جذيمة الأبرش، وصدره:
قدّدت الأديم لراهشيه … وألفى قوله كذبا ومينا.
وهو في اللسان (م ي ن) ١٣: ٤٢٥، انظر حاشية البغية.
والراهشان: عرقان في باطن الذراعين، والمين الكذب أيضا.
وملخص القصة: أن جذيمة الأبرش قتلَ أباها (أي الزبّاء)، فسكتتْ، حتى تقوّى ملكها، فبعث عليه بأن ملك النساء لا يخلو من ضعف، فأردتُ رجلا أضيف إليه ملكى، وأتزوّجه، فلم أجد كفوا غيرك، فاقدم إليّ لذلك، فقدم مصدّقا لها، غير مستعدّ للحرب، وقد أعدّت لحربه فرسانا، فلمّا حضر أحاطوا به، فأدخلته بيتها، وأمرتْ بشدّ عضديه، كما يفعل بالمقصود، فقطعتْ راهشيه، فاسترسل به الدم، حتى مات.

<<  <  ج: ص:  >  >>