كم معشرٍ كابدُوا الجهلَ القبيحَ إلى … أن عُلِّمُوا منك علمًا واضح الطُرُقِ
وقَيْتَهم بالتُّقى والعِلْم ما جهلوا … فأنت يا سيِّدي في الحالتين تقي
وكانتْ وفاته، رحمه الله تعالى، قرب العشاء، ليلة الأحد، سابع عشر ذي الحجّة، سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، ودفن يوم الأحد، وصلّى عليه خلق كثير، وفُجعوا به.
ورثاه الحافظ جلال الدين السيوطي، بقصيدة يقول في آخرها (١):
إذا نُجُوم الهدَى والرُّشْدِ قد أفِلَتْ … ضلَّ الوَرى فلهم في غيِّهِمْ سَكَرُ
وبالجملة، فقد كان من محاسن زمنه، وأماثل عصره، رحمه الله تعالى.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى "الفوائد البهية": قد ترجم والده الحافظ ابن حجر في "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس"، وسماه بمحمد بن الحسن بن محمد، حيث قال: محمد بن حسن بن محمد بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة، التميمي الشمنّي بضم الشين والميم وتشديد النون كمال الدين المالكي المغربي الأصل الإسكندري، نزيل "القاهرة"، سمع من البهاء الدماميني. وأخذ عن شيخنا العراقي، وتخرّج به بدر الدين الزركشي، وغيره، ومات في حادي عشر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، سمعت من فوائده كثيرا، ونظم "نخبة الفكر" التي لخّصتها في علوم الحديث "شرح نخبة الفكر" أيضا رأيته بخطه. وكان جدّه محمد بن خلف الله فقيها، شافعي المذهب، متصدّرا بجامع عمرو بن العاص. انتهى ملخصا. وذكر السيوطي في "البغية" في ترجمة ابن خلف الله محمد بن خلف الله بن خليفة