ثم قرأتُ على المولى العالم العامل الشيخ محمد التونسي مولدا المغوشي شهرة بعضا من "صحيح البخاري"، ونبذا من "كتاب الشفاء" للقاضي عياض، وقرأتُ عليه أيضًا علم الجدل وعلم الخلاف، وباحثتُ معه في العلوم العقلية والعربية، حتى أجازني إجازة ملفوظة مكتوبة، أن أروي عنه التفسير والحديث وسائر العلوم، وجميع ما يجوز له، ويصحّ عنه رواية، وهو يروي عن شيخه ولي الله شهاب الدين أحمد البكي المغربي، وهو يروي عن شيخه حافظ المشرقين أمير المؤمنين في الحديث شهاب الدين أحمد ابن حجر العسقلاني ثم المصري.
وأيضا أجاز لي بالتفسير والحديث والدي، وهو يروي عن والده، وهو يروي عن مولانا يكان، وهو يروي عن المولى النكساري، وهو يروي عن جمال الدين الأقسرائي، وعن الشيخ أكمل الدين، وأيضا يرويهما والدي عن المولى خواجه زاده، عن المولى فخر الدين العجمي المفتي، وهو يرويهما عن مولانا حيدر، وهو يرويهما عن المولى سعد الدين التفتازاني.
وأيضا أجاز لي بالتفسير والحديث المولى الفاضل سيّدي محي الدين القوجوي المذكور، وهو يرويهما عن شيخه العالم العامل الفاضل الكامل المولى حسن جلبي الفناري، وهو يرويهما عن تلامذة الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر.
ثم إن هذا العبد الفقير صار مدرّسا أولا بمدرسة "ديمهتوقه" في أواخر شهر رجب المرجّب لسنة إحدى وثلاثين وتسعمائة، ودرّست هناك "الشرح المطوّل" لـ "لتخليص" من أول قسم البيان إلى مباحث الاستعارة، و"حواشي شرح التجريد" من أول الكتاب إلى آخر مباحث أمور العامة، ودرست هناك أيضًا "شرح الفرائض" للسيّد الشريف.