وذكر في بعض الكتب بعض مؤلّفاته، فمنها: كتاب "موضوعات العلوم"، جمع منه فوائد كثيرة، واختصر "حاشية خطيب زاده" على "حاشية التجريد" للسيّد، واختصر "الكافية"، كتاب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، وهو كتاب لطيف، صنّفه بعد أن كفّ بصره، وهو دال على وسع اطلاعه على أخبار الناس، وأحوال الأفاضل، ودالّ على قوّة الحافظة، لأن أكثره متلقف من أفواه الرواة، ونقلة الأخبار، من غير كتاب يستمدّ منه، ويعتمد عليه؛ لأن "الديار الرومية" ليس لها تاريخ يجمع علماءها، وأوصاف فُضلائها، وما أحوجها إليه، وما أقلّ رغبة أهلها في علم الأدب، وأقلّ تعريجهم عليه.
وله أيضًا تجريداتٌ في بعض العلوم، تركها مسوّدة، لما عرض له من العمى، رحمه الله تعالى.
ورأيتُ في "ذيل الشقائق"(١) لبعضهم، أن وفاته كانتْ في ليلة الاثنين، تاسع عشري رجب الفرد، سنة ثمان وستين وتسعمائة، - تغمّده الله تعالى برحمته ورضوانه -.
ومن أولاده: فخرُ القضاة والمدرّسين، عمدة الفضلاء والمحقّقين، كمال أفندي، قاضي مدينة "سلانيك" الآن، ممن يوصف بالعلم، والفضل، والدين، والورع، والتعفّف عن كثير مما جرتْ عادة قضاة الزمن بتناوله. ولم أجدْ حين كتابتي لهذه الترجمة مَنْ يشرح لي أحواله مفصّلة، فأكتب ما يليق به، وإن شاء الله تعالى إذا رأيته، وتيسّر لي أن أساله عن ترجمة نفسه، وعن ما يعرف من أخبار آبائه وأجداده، مما يتعيّن كتابته في تراجمهم، وتيسّر له إفادة ذلك، لا أهمل إعطاء كلّ حقّه، وإنما أكتبه بالفاء والواو، وإن تعسّرتْ أو تعذّرتْ ملاقاة الكمال، ورأيت أحدًا يعرف مقامات الرجال،