للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكره في "الضوء اللامع"، وقال: ولد سنة بضع وسبعيْن، وتَكَسَّبَ بالشهادة، وتعانى العربية، فمهر فيها، واشتهر بها، وأقرأها، وانتفع الناس به فيها، وشرع في نظم "التسهيل"، فنظم سبعمائة بيت، ومات قبل إكماله. وكان تحوّل بعد فتنة اللَّنْك (١) إلى "طَرَابُلُس"، فقطنها إلى أن مات بها، في آخر سنة عشرين وثمانمائة، رحمه الله تعالى. انتهى.

قلت: أثنى عليه ابن حجر في "إنبائه"، وما قاله السخاوي مأخوذ منه.

ورأيتُ في بعض المجاميع، معزوا إليه من الشعر، قصيدة، لا بأس بإيرادها، وهي قوله:

ما شئتُمُ أيُها العُذَّالُ لي قولوا … طَعْمُ المِلامِ بضكْرِ الحِبِّ مَعْسُولُ

عذبٌ لَدَيّ عذابِي في محبَّتِهم … فقَصَّرُوا في مَلامِ الصَّبِّ أو طيلوا (٢)

نعم صدقتُم بأن الحبَّ مَهْلَكَةٌ … لكنْ جَناحِي إلى الساداتِ مَنْسُولُ

ولستُ أوَّلَ من غَرَّ الغرامُ به … ولا حديثي لدى الحُفَّاظِ مجهولُ

قد هام في عَزَّة قبلي كُثَيِّرُها … ومات قيسٌ بليلى وهو مشغولُ

وذَلَّلَتْ عَبْلَةٌ قبلي لِعَنْتَرِها … ولم يَكُنْ فيه لولا الوَجْدُ تَذْلِيلُ

وفي جَمِيلٍ حديثٌ معَ بُثَيْنَتِهِ … قديمُ عَهْدٍ بِطَيِّ الطِّرْسِ محمولُ

وجاء في نِسْوَةٍ قَطَّعْنَ مِن شَغَفٍ … بحُسْنِ يوسفَ أَيْدِيهِنَّ تَنْزِيلُ

وقال كعبٌ وقد بانتْ سُعاد جَوىً … بانتْ سعادُ فقلبي اليومَ مَتْبُولُ

يا راحلين بقلبٍ قد جنى تَلَفِى … قِفُواء فؤادي فهو اليومَ مَسْئولُ

يا قلبُ مالك لا تلوى على جَسَدٍ .. كَسَوْتَه سَقَمًا ما عنه تَحْوِيلُ


(١) يعني تيمورلنك.
(٢) كذا بالأصول، ويعني: "أو أطيلوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>